facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ويـلٌ لـلـعـرب مـن الـفُـرْس


محمـود الشـيبي
11-01-2016 01:31 PM

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال في يوم ذيـقـار الذي انتصر فيه العرب على الفرس:" هـذا يـوم انتصفتْ فيه العرب من العجـم وبي نُصِـروا". وصدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال:" اللهم اجعل بيننا وبين الفرس جبلاً من نار".

كشف المفكر الإيراني الأستاذ بجامعة طهران الدكتور صادق زيبا كلام خلال مقابلتين أجراهما أخيراً مع صحيفة" صبح آزادي" الإيرانية، عن نظرة الإيرانيين الفرس تجاه العرب وقال:" نكره العرب وبسببهم نلعن أهل السنة.. ولا ننسى لهم القادسية". وفي إشارة إلى الأسباب التاريخية لكره العرب يقول صادق كلام:" يبدو أننا كإيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا التاريخية أمام العرب، ولم ننس القادسية بعد مرور 1400 عام عليها، فنُخفي في أعماقنا ضغينةً وحقداً دفينين تجاه العرب، وكأنها نار تحت الرماد، قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة".

أسوق هذا الحديث لأذكِّـر بعض الإعلاميين بأنّ العرب ليسوا طائفيين وما كانوا يوماً طائفيين، لكن من حق الإعلام العربي أنْ يُوضح صورة الفرس الحقيقية ومطامع إيران في الوطن العربي، كي يُدافع العربي عن أرضه ووطنه، قبل أنْ يستبيحه الفرس، كما استباحته اليهودية الصهيونية من قبل. نستنكر الشحن المذهبي والطائفي ونتبرأمنه، في حين أنّ إيران وأجهزتها في الدول العربية التابعة لها، هي من يمارس الشحن والإستقطاب المذهبي والطائفي، وهما جريمتان مستنكرتان لم نعرف لهما وجود في الوطن العربي، إلاّ بعد غزو الولايات المتحدة للعراق واحتلال إيران الفارسية للعراق أيضاَ وبشكل متزامن مع الأمريكان في العام 2003. بعدئـذٍ أطـلَّ المشروع التوسعي الفارسي في الوطن العربي برأسـه. وقـد أصبح الآن واضح المعالم لكل ذي عينين، أما من يريد أنْ يضع رأسه في الرمال فهذا شأنه. إيران تحتل الآن العراق وتحكمه، كما تحكم سوريا بالمليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية الشيعية، وتمارس القتل اليومي بابناء الشعب السوري المرابط المجاهد، فهل يستطيع أحد أنْ يُنكر ذلك؟ وهل يستطيع أحد أنْ يُنكر سيطرة حزب الله اللبناني على القرار اللبناني لمصلحة إيران؟، ثم هل يستطيع أحد أن ينكر ما يفعله الحوثيون في اليمن؟، ولولا عاصفة الحزم السعودية العربية لسيطرة الدولة الفارسية في إيران على اليمن، ومن ثم على دول الخليج العربي قاطبة. إنّ التمدد الفارسي في دول المغرب العربي أصبح واضحاً بتشييع ضعاف العقول والنفوس من السنة بالمال، ليكونوا موطيء قدم إيرانية في المغرب العربي. إنّ مطامع الفرس في الوطن العربي مطامع سياسية غلفتها إيران الشيعية بغلاف مذهبي طائفي كي تستطيع أن تصل لبغيتها. والدليل على ذلك ما يفعله الإيرانيون بعـرب الأحـواز في إيران. فالأحـوازيون شيعة وسنة مضطهدون من قبل الحكومة الإيرانية، ويتعرضون للقتل والإعتقال والتعذيب والتهجير لأنهم عرب. ووفقاً للإحصائيات الدولية، نفّذت إيران حتى أواخر عام 2014، 900 حكم إعدام بحق النشطاء السياسيين في إيران، وللعرب الأحوازيين النصيب الأكبر من هذه الإعدامات. وتحاول إيران منذ احتلالها للأحواز العربي عام 1925م طمس الهوية العربية للشعب العربي الأحوازي ، من خلال منع تدريس اللغة العربية، وحرمان الشعب الأحوازي من حقهم الطبيعي في التعلم بلغتهم الأم. وجـديـر بالـذكـر أنَّ عدد السكان العرب في الأحواز يبلغ خمسة ملايين شخص.
إنّ تجرأ إيران على حرق سفارة المملكة العربية السعودية في طهران إضافة لكونه عملاً مستهجناً وبغيضاً، هو جس نبض السعودية والعرب، وما هم فاعلون. على العرب أنْ يستدركوا الخطر القادم، ويتخذوا موقفاً عربياً واحداً موحداً وحازماً ، لأن إيران تستهدف جميع العرب، وإذا لم يقف العرب وقفة رجل واحد لردع إيران عن غيها، فسيصيبهم ما أصاب سوريا والعراق.ومن يظنّ أنه بمنآى عن الخطر الفارسي فهو واهم أو جاهل.
إن السياسة العدائية الإيرانية هي المسؤولة عن تدهور العلاقات مع العرب، وإن دولة ولاية الفقيه تهدد الأمن القومي العربي. إن الـتـلـكـؤ أو التخاذل أمام الخطر الفارسي الآن سيدفع العرب ثمنه مستقبلاً، بعد أن أصبح المشرق العربي لعـبـة الأمـم. فإيـران أصبحت تهددنا من الشرق، كما تهددنا إسرائيل من الغرب. إن قطع العلاقات العربية مع إيران فيها خسارة كبيرة لإيران سياسياً واقتصادياً، وهي بمثابة عقوبات عربية ستُلحق ضرراً كبيراً بإيران في حين لن يضر ذلك العرب بشيء، فالأردن قطع علاقاته مع إيران بعد ثورة الخميني سنوات طويلة دون أن يتأثر اقتصادياً او سياسياً. لـقـد دان الأردن بلسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإعتداء على السفارة السعودية بطهران، ورفض التدخل الإيراني بالشؤون الداخلية للدول العربية. في حين أكّـد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين باتصال هاتفي مع خادم الحرمين الشريفين، دعم الأردن ووقوفه الكامل لجانب السعودية. وهذا يعني أنّ النزاع عـربي إيـراني، وليس نزاعاً سعودياً إيرانياً، وإذا ما وضع في هذا السياق فسيكون الخاسر هو الجانب العربي، وسنندم ولات حين مندم إنْ جاء يوم نقول فيـه أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض.

أعدمت السعودية 47 مواطناً سعودياً إرهابياً بمحاكمات جرت حسب القانون محافظةً على أمنها الوطني، وهو إجراء معمول به في كل دول العالم، لكن ليس مستغرباً أن تثور ثائـرة إيران منتصرة لشخص واحد فقط من بين مَنْ أعدموا وهو المدعو نمر النمر لأنه من المذهب الشيعي، في حين تناست ستة وأربعين آخرين أُعدموا لنفس الأسباب، فجَـيَّـشتْ إعلامها في بعض الدول العربية التابعة لها، لإستنكار عمل قانوني. تتحدث إيران عن النمر وكأنه مواطن إيراني، وليس عجباً، إنها غطرسة القوة التي إن استبدتْ، ولمْ تُـرْدع فإن وقعها سيكون خطيراً على الوطن العربي وليس على السعودية وحدها.

ليس مستغرباً أنْ يتدخل الفرس في الشؤون الداخلية للبلاد العربية، فهذا هو خطُّهم السياسي منذ ثورة الخميني عام 1979م، وقـد قمعـه الجيش العراقي في حينه. وبعد احتلال العراق عام 2003، تغيّـر الأمر وتغيّـرت الرؤيا، وصار الطريق سالكاً إلى أغلب العواصم العربية. والفرس صـيَّـادو فرص، فما يجري الآن في المشرق العربي فرصة سانحـة لأن ينقض الفرس على العرب. فالعراق وسوريا ولبنان تحت الحكم الفارسي بطريقة أو بأخرى، ومصر العروبة غـدت دولة ضعيفة. " مصر بدون رؤية"، هذا ما ورد على لسان محمد حسنين هيكل في وصف الأوضاع في مصر مع نهاية العام 2015، ضمن سلسلة الحوارات التي تجريها معه إحدى القنوات التلفزيونية المصرية. يتحدث هيكل عن البوصلة المفقودة، وعن حجم المتغيرات حول مصر، من دون وجود إدراك لها، فما تزال مصر تعمل من غير خريطة واضحة، ويقول " مصر واقفة مكانها، مصر غائبة عن العالم"، ليصل إلى القول:" إنّ البلد في طريقه للخروج من التاريخ". إذن الأوضاع العربية أصبحت مناسبة لمصلحة التمدد الفارسي في الوطن العربي. وإذا لم يبادر العرب في الدفاع عن أنفسهم ووجودهم فالويل لهم من الحقد الفارسي الدفين. إنّ تسليح المعارضة الوطنية السورية بسلاح فعّـال يتمكن من تحييد الطيران الروسي وطيران الأسد، هو خير ردٍ على ما تفعله إيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وإنْ نجحت السعودية ومن معها في هذا الأمر، فستنكص إيران وترتـد على عـقـبـيْـها خاسئة مهزومة إلى أراضيها، لا تـلْـوي على شيء، وإلاّ فـويـلٌ للعرب من الفرس، وويل للعرب من أنفسهم إنْ ظـلُّوا متفـرقـيـن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :