هل استوعبت إيران الرسالة ؟د. هايل ودعان الدعجة
11-01-2016 11:55 AM
ما يلفت النظر في تصاعد الخلافات السعودية الإيرانية على خلفية الاعتداءات الإيرانية على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد ، لدرجة قطع السعودية لعلاقاتها الدبلوماسية مع ايران ، رد الفعل الإيراني ( العنيف ) على الاحداث التي أدت الى وقوع الخلافات بين البلدين ، سواء الاحداث التي رافقت اعدام المواطن السعودي الشيعي باقر النمر الذي كان من بين 47 شخصا اعدموا بتهمة الإرهاب ، او حادثة التدافع في موسم الحج الاخير ، وهو الرد الذي جاء مدعوما بحملات تحريضية واستفزازية من قبل مرجعيات دينية وسياسية إيرانية عليا ، في تأكيد على ان ايران تستغل احداث تندرج في اطار الشؤون الداخلية والسيادية والقضائية للسعودية ، والذهاب بها بعيدا بصورة تنم عن وجود اجندات ومخططات إيرانية خطيرة ، تأخذ بعدا طائفيا (ومذهبيا) وتوسعيا ، تحت مسمى تصدير الثورة من منطلق ديني شيعي ، اعتقادا منها بان الفرصة سانحة لتمرير مشروعها الطائفي ، استنادا الى ما أصاب الدول العربية والإسلامية من ضعف وتفكك ، جعلت الأمور من وجهة النظر الإيرانية مهياة لاحداث الاختراق المطلوب ، لمجرد وجود مبرر او ذريعة ، وهو ما حاولت تطبيقه او استغلاله عندما ذهبت في رد فعلها على حادث النمر تحديدا لهذا الحد من التهور . ليأتي الرد السعودي السريع على شكل رسائل تفيد بان الساحة العربية والإسلامية ليست مستباحة بالطريقة التي تنظر اليها ايران، وان الدول المستهدفة ما تزال حية وقوية وموجودة ، وبأمكانها التكيف مع أي حدث طارئ على شكل اتخاذ إجراءات وحدوية ، تجعلها قادرة على اثبات حضورها كقوة إقليمية يحسب لها حساب ، في ظل ما تملكه من مقومات مالية واقتصادية وبشرية وموارد طبيعية ، وهو ما تمت ترجمته على ارض الواقع في التحالفات التي تم تشكيلها ، كالتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن والتحالف العسكري الإسلامي ( والتحالف الاستراتيجي السعودي التركي) وحتى الاجتماعات الاستثنائية لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض ، ووزراء الخارجية العرب في القاهرة ، لبحث الاعتداءات الإيرانية على البعثات الدبلوماسية والقنصلية السعودية في ايران . فهذه التحالفات والاجتماعات ذات الطبيعة الظرفية او المرحلية او التي اتخذت طابع رد الفعل السريع على تحديات ومخاطر فرضت نفسها على المشهد العربي والإسلامي بادوات إيرانية ، تؤكد مدى استعداد هذه الدول لاعتماد مقاربة جماعية وموحدة لحماية امنها ومصالحها ،ومدى قابليتها على التكيف لمواجهة اي تحديات مفاجئة او طارئة . في مقابل تحالف ايران مع دول (وتنظيمات) منهكة وتعاني من فوضى واضطرابات وحروب.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة