" لو أراد قلبي لأعطيته إياه" هذه كلمات جيهان وحيدة أبيها وهي تتبرع له بكليتها بعدما أتعبه المرض .
الله يا جيهان وعمرك لم يتجاوز التسعة عشر ربيعا .. كيف تعيدننا إلى الزمن الجميل .. إلى البنات اللواتي يفضن حنانا على الآباء وكيف كانت الجدائل أعز ما في الدنيا .. وضحكتهن يملأن البيت دفئا ومحبة وحياة.
تعلمنا أن الآباء والأمهات هم من يضحون لآبنائهم في سبيل إسعادهم .. اليوم
تأتي " جيهان" لترد الفضل والمعروف لأبيها وتقول : "أبي أغلى ما أملك لو أراد قلبي لأعطيته إياه ".
جيهان يا بنتي وبنت كل الأردنيين نحن نفخر بك وبعطائك وأعرف مقدار دموع والدك وهو الذي لو قدم عمره لك لقدمه مسرورا ككل الآباء .. فالبنات هن الكريمات المؤنسات الغاليات الرقيقات وأغلى ما في البيوت وما أكرمهن إلا كريم وما كسرهن إلا لئيم .
تأكدي كلما نبضت كليتك في جسد أبيك إنتفض قلبه وفاضت عينيه ولربما ترفق بجنبه كي لا يوجعك فمتى كان يقبل الآباء أن يوجعون الأبناء وهم من رهنوا أعمارهم لأبنائهم وليخففوا عنهم وجع الدنيا.
جيهان يا أجمل الفتيات وأجمل الأسماء وأتمنى لك الشفاء العاجل وأن تستردي عافيتك أنت وأبيك ، فلقد ضربت مثلا برد الجميل وبررت بأبيك وعلمت كل هؤلاء المتشائمين أن الدنيا ما زالت بخير .
بوركت يا إبنتي .