تشهد العلاقات العربية - الايرانية تشنجات دبلوماسية وسياسية واضحة, وذلك بسبب السياسة الخارجية لإيران التي تتدخل منذ 1979 بالشؤون العربية, وتحت باب «تصدير الثورة» خاضت ايران حرب السنوات الثماني مع العراق, وتتدخل الان في سوريا وتدعم الحوثيين في اليمن وقبلها ومنذ عام 2003 عام الغزو الاميركي للعراق احتلت ايران اغلب المؤسسات والوزارات السيادية والسياسية العراقية. لم نكن نعرف الشيعي من السني في العراق وخارجه الا عندما تدخلت ايران في العراق،حتى حزبها في لبنان حزب الله كان له ملايين المؤيدين من السنة نتيجة خوضه الحرب ضد اسرائيل ولكن هؤلاء المؤيدين تراجعوا عندما انكشف الدور الحقيقي لحزب الله خاصة في المسألة السورية.
والآن تريد،ايران،ان تلعب دور الراعي للشيعة في العالم العربي،سواء في السعودية او البحرين او غيرهما من البلدان العربية.
وما رافق اعدام الشيعي السعودي نمر النمر الاّ القشة التي قصمت ظهر البعير، فالاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية مشهد يعيد الى الاذهان بدايات الثورة الايرانية ولا يمكن لعاقل، حتى لو اعتذرت ايران عن ذلك، ان يصدق اكذوبة ان الشرطة الايرانية لم تستطع منع الحشود من مهاجمة السفارة والقنصلية السعودية.
ايران،الان، تخسر،اكثر مما تربح، في الوطن العربي،وقد اصبح المواطن العربي مدركاً للشعارات الكاذبة التي تطلقها ايران مثل «الشيطان الاكبر» وغيرها بعد ان تصالحت مع الشيطان الاكبر وحتى اسرائيل لها علاقات بايران منذ فضيحة «ايران – كونترا غيت» في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم.
التهديدات الايرانية للسعودية ودول الخليج، تعبير عن ازمة داخلية ايرانية فاذا كانت ايران معنية باعدام مواطن سعودي فهي تعدم عشرات النشطاء العرب من الاحواز وعبادان وعرب ستان وغيرها ممن يطالبون بأبسط حقوق الانسان.
نقف مع المملكة العربية السعودية ومع البحرين وكل دول الخليج في مواجهة هذه التدخلات الايرانية ونطالب ايران بحسن الجوار والالتزام بالاعراف والاتفاقيات الدبلوماسية والسياسية التي تلزم الدول بعدم الاعتداء على سيادة دولة اخرى.
وقبل هذا، وبعده، نطالب ايران بوقف الشحن الطائفي فهذه ألعوبة اصبحت مكشوفة لكل شاهد عيان.
نحن في الاردن، نقف على مسافة من كل الدول العربية والصديقة ونسعى لأن تبقى العلاقات الدبلوماسية في أوجها, لكن الاعتداء على دول عربية غير مسموح به لأن اولوياتنا هي الوقوف الى جانب الدول العربية وفي مقدمتها السعودية، في الازمة التي تشتد بينها وبين ايران.
ramadan.r@alrai.com
الرأي