فور دخوله من بوابة الدار ، رمى أبو يحيى الفروة عن كتفيه، واستند من مكانه، وسأل شلاش بحماسة وهو يخلع حذاءه:
• «ها يابا شلون الامتحان»؟...
• قال شلاش وهو مطاطىء الرأس: ما زبّطتش !!..
• أبو يحيى: وك ليش يابا؟: الوقت قصير ...؟!
• شلاش: لا يابا الوقت طويل والحمد لله ...بس الامتحان صعب...
في اليوم التالي، وفور دخوله من بوابة الدار ، رمى ابو يحيى الفروة ثانية عن كتفيه ، واستند من مكانه وسأل شلاش الحماسة وهو يخلع «بوطه»:
• "ها يابا شلون الامتحان"؟
• قال شلاش وهو مطأطئ الرأس: ما زبّطتش!!.
• أبو يحيى: وك ليش يابا؟: الامتحان صعب..؟!
• شلاش: لا يابا الامتحان سهل والحمد لله.. بس الوقت قصير..
فعاد أبو يحيى الى غفوته محاولاً «دحش» رأسه في ردن الفروة يائساً من نجاح ابنه وهو يردد: «عاد يابا منين بدنا نجيب لك امتحان سهل ووقت طويل»!!..
***
أمانة عمان مثل شلاش بالتوجيهي ..في الفيضان الأول قبل شهرين تقريباً، قالت ان المناهل مفتوحة ومصانة وشغّالة ،لكن كمية الأمطار كانت كبيرة جداً بحيث لا يمكن استيعابها مرة واحدة... وبالتالي «ما زبّطتش» في امتحان الكفاءة والجاهزية العالية عازية ذلك الى ظروف أكبر من طاقتها ومن جهودها ومن كوادرها وبنيتها التحتية، ورغم أن الجواب يشبه جواب «شلاش» من حيث التبرير الاّ ان الناس سكتت وانتظرت أن تعدّل من ادائها في المنخفض التالي..
منخفض الجمعة الأخير جاء بالتفصيل وعلى مقاسها، وانسجاماً مع قدراتها، وعلى حجم إمكانياتها، والمنسوب المطري على مقاس فتاحات المنهل بالضبط ، حتى زخات المطر كانت تعد الحبات حبّة حبة حسب ثقوب المنهل كي لا تربك الجماعة ومع ذلك طافت عمّان... وعندما سألناهم: «وك ليش يابا»؟.. قالوا ان الأمطار كانت ضمن المعدّل لكن المشكلة بربط مياه الأمطار على مناهل الصرف الصحي هو الذي سبب الفيضانات والاغلاقات والغرق في بعض المناطق ..
وعليه، فانا أدعو الشعب الأردني أن يعود إلى غفوته داحشاً رأسه في ردن الفروة ولسان حاله يقول : "عاد منين بدنا نجيبلكو مطر خفيف ومناهل واسعة» عشان تزبط معكم...
وغطيني يا فزّة... كرمة مش فاضية قاعدة بتشطف!
الرأي