اصوات وطنية ينبغي الانصات اليها
فهد الخيطان
24-06-2008 03:00 AM
مواجهة الخطر الاسرائيلي القادم يتطلب جبهة داخلية قوية ..
شهدت الاسابيع الاخيرة تطورا نوعيا في وسائل الاحتجاج على الاوضاع التي تمر بها البلاد والتوجهات الاقتصادية السائدة.لم تعد وسائل الاعلام تخوض السجال وحدها في الامور المتعلقة بالشأن الوطني الاردني وتداعياته فقد دخلت اوساط سياسية واجتماعية على خط النقاش الدائر. وقررت ان تتحدث بصوت مرتفع وبطريقة مباشرة وحادة احيانا عما تعتقد انها سياسات خاطئة تهدد مستقبل الدولة. وعادة ما يلجأ الاردنيون الى هذا الاسلوب في التعبير بسبب ضعف الاحزاب وتآكل دورها في السنوات الاخيرة.
منذ يومين اصدرت شخصيات سياسية في مقدمتهم رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات ووزراء سابقون بيانا تناول الاوضاع الداخلية في البلاد, وسجل سلسلة من الانتقادات لسياسات الخصخصة وتعدد المرجعيات وقال انها تقود الى تفكيك الدولة. وقبل البيان المذكور كان وجهاء وعشائريون في مناطق بدو الشمال يعقدون اجتماعا موسعا لمناقشة الهموم العامة وخلص الى دعوة اصحاب القرار الى تصويب المسيرة الوطنية, كما تنادى العشرات من الوجهاء والشخصيات السياسية الى اجتماع مماثل في منطقة اخرى قرب عمان واصدروا بيانا حمل نفس المضامين السابقة. ورفع رئيس جمعية مناهضة الصهيونية السياسي المعروف ليث شبيلات رسالة الى رئيس الوزراء شخّص فيها الاوجاع الوطنية بلغة مؤثرة وصريحة.
والى جانب هذه التحركات "المنظمة" يلاحظ المراقبون للشأن العام ان دواوين الاردنيين وجلساتهم تحولت منتديات وطنية تتحدث بلسان واحد عن الاوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد والحاجة الماسة لقرارات وخطوات جريئة لمعالجتها.
في السجال الوطني الدائر قواسم مشتركة كثيرة لعل اهمها حرص الجميع وتمسكهم بثوابت الدولة الدستورية ودعوتهم جميعا للعودة الى الدستور لحماية الشعب والملك والدولة برمتها باعتبار ذلك المدخل الاساسي لصيانة مستقبل الاردن كيانا وهوية ومملكة هاشمية.
يحاول البعض تشويه التحركات الجارية وتصوير القائمين عليها بأنهم اعداء للمملكة والنظام. لكن هؤلاء لم يكلفوا انفسهم الاطلاع على البيانات والمواقف الصادرة التي تؤكد جميعها التمسك بالثوابت الاردنية.
ان المعارضين لسياسة بيع الاراضي والخصخصة والمحتجين على الفساد ونفوذ الفاسدين هم اليوم رجال من صلب الدولة الاردنية وشخصيات وطنية يعرف القاصي والداني ان لا ارتباط خارجيا لها ولا تطمح بالمناصب والمغانم.
من يستطيع ان يشكك بوطنية احمد عبيدات او ليث شبيلات وشيوخ العشائر في الشمال والجنوب.
سيكون ضربا من الجنون تصديق اكاذيب يحاول البعض ترويجها ومفادها ان ما يجري تطاول على العرش. فليس هناك رجال مخلصون للدولة والملك اكثر من هؤلاء.
الجدل الدائر على امتداد ساحة الاردن مرشح للتنامي وينبغي في هذه المرحلة الحساسة والفاصلة من حياتنا الانصات الى صوت الاردنيين لاننا بحاجة الى جبهة داخلية متماسكة وقوية في مواجهة خطر المشاريع الاسرائيلية التي تطل برأسها وتقترب شيئا فشيئا من حدود الوطن.
في الاردن اليوم اغلبية تريد دولة قوية وحرة تدافع عن نفسها واقلية تسعى عبر نفوذها الى تحويل الوطن الى شركة وهؤلاء هم الخطر الجدي الذي يهدد الاردن شعبا ومملكة.
العرب اليوم.