لماذا لن يكون الاردن وطنا بديلا ولا جزء من دولة اسرائيل؟!!
سلامه العكور
24-06-2008 03:00 AM
ثمة حقيقة لا مراء فيها ولا ضبابية.. وهي انه ليس هناك مواطن أردني او فلسطيني واحد لا يعرف ان اسرائيل تعتبر الاردن جزء لا يتجزأ من أراضيها، وإلحاقه عمليا بها عاجلا او آجلا سيكون في الظروف المناسبة.
لذلك لا يفاجئنا احد أميركيا كان او إسرائيليا او أوروبيا إذا صرح او قال ان الدولة الفلسطينية قد أقيمت او تقام او ستقام على ارض الاردن.أما اتفاقية السلام بين الاردن وإسرائيل وما ترتب عليها من ترسيم للحدود بينهما، والاعتراف المتبادل بالدولتين الأردنية والإسرائيلية فهي اتفاقية في المنظور الإسرائيلي مؤقتة، ويمكن تمزيقها وتجاوزها عند اللزوم في الوقت المناسب ليكون مصيرها مثل مصير اتفاقية \"بريست – ليتوفسك\" التي مزقتها ألمانيا واستعادت ما فقدته من أرضها.
وهنا نقول: انه قد تعترف الإدارة الأميركية حاليا او في المستقبل بان الاردن ارض إسرائيلية او تعترف بان الدولة الفلسطينية هي في الاردن، وربما تعمل على تطبيق ذلك عمليا.
وقد تعترف دول الاتحاد الأوروبي او تعترف جميع دول الدنيا بذلك تحت التأثير الأميركي والأوروبي.. وقد تستصدر قرارا من مجلس الأمن الدولي الذي تحول الى أداة طيعة بيد واشنطن والعواصم الأوروبية بذلك .. ولكن هذا كله على أهميته لن يحقق لإسرائيل أطماعها في الاردن، ولن يكون في الاردن دولة فلسطينية طالما ان ثمة إرادة أردنية شعبية تدعمها إرادة شعبية عربية وإرادات حرة في المعمورة تحول دون ذلك بقوة واقتدار.
نعرف ان فشل عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية بسبب أطماع اسرائيل في جميع الاراضي والمياه والثروات الفلسطينية في الضفة والقطاع قد يفضي الى المطالبة بدولة فلسطينية في الاردن.. او يقود اسرائيل ومعها واشنطن وعواصم أوروبية الى العمل على إقامة الدولة الفلسطينية في الاردن، او اعتبارها قائمة كيفما اتفق.
وهذا يتطلب من الاردن قيادة وشعبا اتخاذ جانب الحيطة والحذر بيقظة تامة، والاستعداد والإعداد الكامل لإفشال اي خطوة في هذا الاتجاه.. فكما قال جلالة الملك: \"الاردن هو الاردن، وفلسطين هي فلسطين وسيظلان كذلك\".
كما ان على الشعب الفلسطيني الشقيق بقواه السياسية وبمقاومته الوطنية والإسلامية الباسلة التمسك بقوة بحقه المشروع في العودة وإقامة دولته المستقلة على ارض وطنه فلسطين.
صحيح ان الاردن لا يستطيع بمفرده إفشال هذا المشروع الإسرائيلي او الاسرا – أميركي – أوروبي.. ولكنه اي الاردن يستطيع ذلك إذا ما استعان بقوى شقيقة وصديقة.
ان عليه السعي الدؤوب من اليوم وفورا وبالعمل على إقناع الدول العربية او بعضها بإحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك او إقامة معاهدة دفاع مشترك مع بلدان عربية مجاورة كسوريا مثلا.. ولنا في التجربة اللبنانية التي فشل فيها العدوان الإسرائيلي على لبنان بفضل وحدة الموقف الشعبي اللبناني واستبسال مقاومته الوطنية وتضحياتها السخية قدوة فضلى.. واعتقد بان اتفاقية دفاع مشترك أردنية – سورية إذا ما تعذر إحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك كفيلة بردع اسرائيل وكفيلة بإحباط وإفشال مشروعها وجعلها تعزف عن مجرد التفكير بدولة فلسطينية على ارض الاردن.. كما ان هذه الاتفاقية تجبر الإدارة الأميركية – اي إدارة أميركية على احترام إرادة الاردن وسيادته الوطنية وأمنه القومي... المهم ان يكون للأردن عمق عربي داعم له عندما يجد الجد.. ناهيك عن ان حماية الاردن من الأطماع الإسرائيلية وغيرها مهمة عربية بامتياز.. كما ان إقامة الدولة الفلسطينية على ارض فلسطين مهمة فلسطينية وعربية بامتياز.
وهذا كله جزء من مهمات الحفاظ على الأمن القومي العربي.. وفي هذا السياق ينبغي الإشارة الى ان توحيد مسارات التفاوض العربية مع اسرائيل مؤهلة أكثر من المسارات المتفرقة لاستعادة الحقوق الفلسطينية والعربية.. وللحديث بقية...