اجلس؛ على "جاعد" صار مهترئا، واصنع زاوية مع الحائط واتمدد بكل ارتياح .. اضع يدي خلف راسي ومسندا اياها على الحائط.. اراقب المارة، وهم يتضاحكون تارة واخرين يحملون الاعباء.. وانا مستمتع بما اشاهد .. واكتب رسالتي الى من لا يهمة الامر.

أقلب الماضي وامحص الحاضر، وما بينهما يكون حب الوطن!! ..مهما فعلت لن اغير في هذا الوطن شيئا، وادركت هذا الامر، منذ كنت صغيرا .. لا اريد؛ ان يأتي، اعيش حياتي في خمول و كسول، وماذا افعل ؟ "العشائر" خاوية على عروشها ..لم تعد تستقبل اليوم زوارا محتاجين وملهوفين، ما الذي يجري ؟؟ معظم القيادات جرى ترحيلها وبيعها .. لا احتاج دليلا !! .. اليس كذلك ؟؟ وانت تشهد لي بذلك في وقت سابق ؛ تعرضت قيادات العشائر لعمليات احلال واستبدال وبيع وبطريقة؛ "العربايات" ومنطق "الخضرجي"؛ وتصدر المشهد اخرون من نوعية رديئة من القيادات تسعى خلف، دولارات قليلة او كرسي غير صالح للجلوس .. في حفل التوقيع؛ خلال مناسبة "امبراطورية"؛ يقتصر المشهد على كراسي وطاولات وزجاجات مياه غازية، مملوءة بعرق اخرين، هيئات آدمية يلبسون عباءات واسعة عليها ولكنها مقصبة ومذهبة احيانا تم صنعها في مكان مظلم بعيد..هم رموز يا سيدي، ..؟!! تحولت العشيرة آنيا الى متحف؛ فهل نشهد تحولها إلى مركز سياحي او منتجع؛ او إلى استثمارها كحدائق؟! يسود الغضب قليلا ثم يهدأ من قبل نفر قليل، البيع قد تم وكل شيئ سيعود الى طبيعته بعد ان تنقل الملكية اسم المستثمر الاجنبي .. امدد يدي بكسل و اتثائب بعمق .. ما اجمل الحياه.. !!

الدعوة وجهت من مسؤول قد يكون شريكا في جريمة ما، جريمة هي في اقلها جريمة شرف تعرضت للنسيج الاجتماعي او لص سرق ذلك العقد المعلق بيني وبينك منذ عقود .. لا تلومني؛ فانا غير مسؤول؟! عن جرائم : القتل والسرقة والحرق والانفلات والثار والوأد والعفن الاقليمي والطائفي والمذهبي ؛ انت وحدك ؛ مسؤول عن تكسير تلك اللوحة المؤطرة بعشيرتي ورسمت بعرق ودم واثر اهلي وقدمتها للعالم الذي صفق لي واثنى علي ..؟! وانا مازلت اجلس على الجاعد وامدد قدمي واتكئ على الحاظ واضع يدي خلف راسي.. ولكنني انتظر؛ قرارا يوقف المسرحية ويعيد لي لوحتي ..!!

الانباط