-1-
في انتظار الفارس! هي فتاة في نهايات العقد الثالث، لم تزل على مقاعد الدراسة، تغطي مصاريفها من أهلها، تعيش حالة الآلاف من فتياتنا العزباوات ، صحيح أنها لم تصل سن اليأس من وصول شريك العمر، لكنها في الوقت ذاته تشعر أنها إنسانة غير مجدية لا أهمية لها، ثم تذهب بعيدا في البوح حين تقول أحب أن أكون أهم امرأة في العالم وأعظم أم لكن هذه الرغبة الأخيرة أشعر أنه من غير الممكن حدوثها(!) هكذا أشعر دائما لذلك أشعر بالقلق والخوف من شماتة الناس والنظرة التي سينظرون بها إلينا كوننا لا يطرق باب بيتنا أحد وإن جاء لا يعود وإن كان يريد أن يأتي لا يأتي !! ثم تقول ما أشعر به قد لا يكون مشكلتي وحدي فهي مشكلة الكثير ممن هن في سني
هذه مقتطفات من البوح الشخصي لحالة ما، لكنها في حقيقتها عرض لما تعانيه الكثيرات من فتياتنا اللواتي كتب عليهن أن يجلسن في انتظار مجيء «الفارس» الذي قد لا يأتي أبدا!
لم أعد أنتظر، أيقنت أننا نحن من نصنع الانتظار، انتظارا لمفاجأة سارة، نحن فقط من نستطيع أن نصنعها، لا تنتظر أحدا سواك!
-2-
مما قرأت عن الانتظار: «.. انتظرتك كثيرا كطفل يغالب النوم بانتظار ليلة العيد.. إلا أن النعاس قد أخذني مرغمة إلى عالم الأحلام.. وأفيق من نومي وأجد ان المطر قد نزل وفاتني الحضور. .. وسيطر علي الحزن كمن فاته سماع صوت تكبيرات العيد ليحس أن العيد كله قد فاته....!!»
-3-
نجلس، نتسامر، نسهر: فنجان قهوتي، وأنت، وأسفاري، في انتظار أن .. أنضم إليكم!
-4-
لا شوق ولا انتظار، بل خوف من احتضار اللهفة، ورحيل الترقب إلى غياهب اللامبالاة، وذبول عقارب الساعة!
-5-
تمنيت.. أن أتوقف تماما عن اجتراح الأماني، لا وقت لانتظار جديد، ولا انتظار لما لا يأتي، ولا يأتي من لا تنتظره!
-6-
كلما مددت يدي لأقطف فاكهة الكلام، أتلكأ انتظارا لنضوج أكثر، ومع كل انتظار.. تتساقط الثمار .. في حالة احتضار!
-7-
«حتى لو كان غودو كذبة فانتظاره ليس خطيئة» هكذا تحدثت الغيمة!
-8-
عن الانهماك بالخشوع!
المؤمنون منهمكون بالصيام، والصلاة، ويرفعون الأكف يسألون الله أن ينتقم من الظلمة والمجرمين، والقتلة، وسارقي البسمة من شفاه أطفالهم.. وهؤلاء، الذين يغرقهم المؤمنون بالدعاء عليهم، يحظون بحياة فارهة، باذخة، يتغذون من دماء البسطاء والفقراء، يشربون أفخر الأشربة، ويأكلون أشهى الأطعمة، مما لا يعرفه المؤمنون الطيبون، ويكادون لا يسمعون به، دائرة مستمرة منذ عشرات السنين، شقاء مقيم ودعوات وابتهالات، واستسلام للخشوع، ونهب للثروات والبسمات والحيوات، وفي بعض الأحيان، تتطور «الدراما» فيمعن فريق المدعوّ عليهم فيحيلون حياة المؤمنين والبسطاء إلى جحيم: اعتقالا وحرقا وتشريدا، وتقتيلا، فيما يحظون بحياة هانئة، باذخة، يواجهون «الدعاء» عليهم بمزيد من الظلم والقهر والتشريد والانتظار!
متى أيها المؤمنون والبسطاء والفقراء تكفون عن الدعاء والانهماك بالخشوع وانتظار الإجابة؟
الدستور