الكتائب والميلشيات الالكترونيةد.مهند مبيضين
07-01-2016 02:44 AM
مجرد الاختلاف مع أحد، وبمجرد أن يطرح رأي مخالف على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي سواء من فرد عادي أو شخصية عامة أو ناطق باسم مؤسسة،أوبمجرد النقد العام لشخصية عامة ارتضت يوماً المنصب بكل تبعاته، فإن نفراً ومجموعات من مرتادي شبكات التواصل يبادرون للدفاع عن هذا المسؤول أو الشخص أو المؤسسة في حالة الظلم وحالة الاجحاف والتنكر والفساد او عدم العدالة، وهناك دفاع قد يكون منطقيا ومبررا لكن قليل، وقد لا يجد المنطق طريقا بين زحام الغوغاء. هناك سلوك بشري مهجن الكترونيا يدفع إلى ظهور ميليشات الكترونية عبر الفضاء المعلوماتي، ديدنه الفزعة والانتصار لمن يدفع أو لمن له خيرات ومبرات مسشتراة أو مسددة فواتيرها سابقاً، بما يوفر قبيلة الكترونية تصبح ملاذاً للمسؤول والفرد المخطئ في آن، وبما يظهر انكشاف للمجتمع وانهيار للقيم وللغاية التي جاءت من أجلها شبكات التواصل، وفي المقابل هنا برامج صباحية إذاعية فيها من الفوضى الكثير والتجني والشحن للمجتمع لينتقل لحالة من العنف والانقسام، والدفاع عن الوطن بلغة زائفة ممجوجة لا تحقق وطنية ولا تبنى مواطنة ناجزة. أكثر من مسؤول عامل أو سابق علقوا على صفحات التواصل الاجتماعي وأكثر من فرد طرحوا رأياً في عادات أو سلوك أو نهج معين للحكومة في بعض الأحيان، وتمّ سحب التعليق بعد فترة وجيزه، بعدما تم مباغتتهم بكتابات لا ترد على الرأي برأي أو تناقشه نقاشاً موضوعياً، او تقدم نقداً مقبولاً أو محتملاً، بل كان هناك هجوم الكتروني واضح وباتجاه واحد غالباً، مفاده رفض أي رأي، ويلاحظ حساسية الناس من الآراء التي يدلوا بها أصحاب المناصب العامة سواء وهم في عملهم العام أو بعد الخروج منه. وإذا كانت شبكات التواصل شكلت خلال سنوات الربيع العربي بداية لزمن جديد عنوانه: «اختراق الفضاء العام للدول المعاصرة»، لصالح القوى المعادية لها في الداخل والخارج أو لجهةِ بناء الحالة الاعتراضية على الأنظمة، أو إيصال صوت الجماعات الساخطة على سياسات الحكومات جراء اتساع الهوة بين الشعب والحكومات وتنامي الفقر والبطالة، إلا أنها لم تنقل المجتمعات لفضاء القبول بالرأي المخالف والرد على الحجة بالحجة، بد زادت حدة التنمر والتوحش. كما يسر الفضاء الالكتروني الميدان للحروب النفسية والدعائية وبث روح العداء والكراهية والتطرف، بين الأفراد والجماعات، وبين الجمهور الساخط والحكومات. فاندفع الجمهور الى المشهد الاجتماعي والاقتصادي والإعلامي مؤثراً ومتأثراً بما يكتب وما يدون وما ينشر ويبث عبر الإعلام، وكان المواطن في كثير من الأحيان صانع الخبر وكاتبه وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي أوصلت إبان سنوات الربيع العربي أصوات الناس بفرحهم وغضبهم واحتجاجهم إلى أصحاب القرار، بما رفع مستوى الـتأثير للفرد والجماعة معاً وشكل رأياً عاماً حول أسئلتهم التي فرضوها وطالبوا بالإجابة عنها، ولكنها في كثير من الأحيان ما زالت بانتظار الإجابة.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة