تكسي للنساء .. لهذه الأسباب الفكرة مرفوضةفارس الحباشنة
06-01-2016 03:38 PM
أعلنت شركة تشغيل تكسي محلية في خبر صغير عن اعتمادها لفكرة «تكسي للنساء»، الفكرة مستوحاة من بلدان عربية تعاني فيها النساء من التحرش ومحنة التمييز والتهميش. واستيراد الاردن للفكرة يبدو غريبا وغير مناسب لمجتمع لا يعيش أزمة مع المرأة، كما هو حال مجتمعات عربية ابتدعت هذه الفكرة. فكرة «تكسي النساء « ابتدعت كحل يسير في مجتمعات عربية تعاني المرأة فيها من العزلة والاقصاء الاجتماعي، وكمحاولة لتحريك حضورهن في المجتمع بأمان، الفكرة استهلاكية بحتة، وبديل سطحي عن التفكير في تغيير وأصلاح جذري في البنى الاجتماعية والقانونية والثقافية. الاردن قطع شوطا شاسعا في تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وحيث أصبحت جزءا فاعلا وناشطا في الحياة العامة، وأصبح الاردن نموذجا لكل دول الاقليم والعالم الثالث الغارق في عقائد التخلف والرجعية والسلفية السياسية والثقافية والاجتماعية. عمان مدينة ساحرة اجتماعيا، كما هي بيروت والقاهرة ودمشق وبغداد قبل أن تصيب بعضها ويلات ومصائب الفتن والحروب والنزاعات، عمان نموذج لمدينة عصرية يلتقي بها روح الحداثة والاصالة «العراقة «، وهي تعبر عن نفسها بروحها الجميلة الرافضة التصالح والانجذاب نحو أي فكر سياسي اجتماعي متطرف أو أقصائي منحرف. هو سحر متدفق في روح عمان، ويبدو أن الاردنيين لا يشعرون به، وأن ثمة قوى تريد محو بريقه وأحلال ثقافات الاستهلاك والابتذال، وهكذا دعوات لأفكار هي خارجة عن النسق الاجتماعي والثقافي الاردني. فكرة «تكسي النساء « ببساطة هي أنسحاق وراء تقليد وأنجرار نحو نموذج سياسي واجتماعي، لا يمت بأي صلة الى الحالة الاجتماعية والثقافية الاردنية، الاردنيون يحلمون الى شق طريق اوسع في مضارب الحداثة والمدنية السياسية والاجتماعية. أصحاب فكرة «تكسي النساء « لا يعلمون على ما يبدو أن ذلك يضع المرأة في «علب مغلقة « ويكرس منطق الانغلاق، وحتى البلدان التي ذهبت لأسباب ودوافع موضوعية خاصة بها لتطبيق هذه الفكرة فانها لم تمنع وتحد مما تتعرض إليه المرأة هناك من تحرش جماعي واعتداءات في الفضاء العام للمدن. الفكرة تعبر باختصار شديد عن ثقافة غريبة عن المجتمع الاردني. "الدستور" |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة