للتذكير فقط، فان العلاقات الدبلوماسية بقيت قائمة بين طهران وبغداد طيلة حرب استمرت 8 سنوات ونعود الى ما قلناه، امس، بأن كل هذا الصهيل الايراني عن «انتقام» إلهي بدأ بمقتل الطفل السعودي - الشيعي - علي عمران الداود من العوامية الطائف، وعمره ثماني سنوات برصاص مجهول.
وللتذكير فقط، فقد راجع الاميركيون صور استيلاء طلبة الثورة الذين استولوا على السفارة الاميركية واحتجزوا موظفيها لمدة 444 يوماً.. فوجدوا انهم كانوا وراء السيد محمود احمدي نجاد رئيس الجمهورية السابق. وان «الشعب الايراني» لم يكن هو الغاضب واحتل السفارة.. وانما هم مجموعات منظمة من حزب «انقلابي إسلامي»، تتلقى الأوامر من جهات مسؤولة في الحكومة.. تماماً كالذين يتحركون بالضغط على الزرّ، فيهجمون بقنابل كوكتيل مولوتوف، ويحرقون السفارة السعودية في طهران واحدى قنصلياتها.
و"الشعب" الذي يتظاهر ويحتل السفارات هو ذاته الشعب في القطيف على ساحل الاحساء السعودي يتدرب ويتسلح ويعلن الثورة لفصل هذا الجزء من وطن السعوديين، وضمه الى البحرين وطن البحرينيين ليكون دولة «شيعية» خالصة تأتمر بأمر الولي الفقيه.. وهو ذاته شعب حزب الله في لبنان يكون لبنانياً حين يشاء، لكنه في كل الاحوال جزء من دولة الولي الفقيه في طهران.. فيحارب الى جانب «الشعب الأسدي العلوي» ومع الحرس الثوري، ومسلحي العراق من جماعات فيلق القدس.. يحارب الشعب السوري الذي اصبح الارهاب ذاته.. او داعش والنصرة دون اي اعتبار لأربعة ملايين هارب من وطنه وثمانية ملايين مشرد في وطنه.
هناك الآن مفهوم جديد للشعوب، وللوطن، وللارهاب في هذه المنطقة من العالم، فلم يعد العراقيون او السوريون او اليمنيون او الليبيون عرباً، واذا كانوا من المذهب السُنّي فإنهم لا وطن لهم لانهم لا يوالون الولي الفقيه، وهم ارهابيون نتحالف مع اميركا والعالم لنقضي عليهم.
والهدير الايراني الاعلامي ليس اكثر من فوران محلي، يستهدف مصادرة ارادة الايرانيين المدعوون لانتخاب مجلس الشورى، ولجنة مصلحة النظام، اما الفوران الخارجي فهو وصل الى اعلى درجاته ولم يعد قادراً على تغيير شيء لا في سوريا ولا في العراق ولا في اليمن.
والثأر الالهي، كالانتصارات الالهية التي وصلت الى كل مكان.. ما عدا اسرائيل.
الرأي