حدود الأردن غرباً حتى تل أبيب
عدنان الروسان
05-01-2016 01:36 AM
صرح بتسلال سموطريتس رئيس لجنة الاقتصاد في الكنيست الإسرائيلي يوم أمس في برنامج الإعلامية الإسرائيلية داينا فايبس على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بأن الأراضي الواقعة شرقي نهر الأردن هي أراضٍ إسرائيلية وأن حدود القدس تصل إلى دمشق، وبالتالي يبدو أن اتفاقية وادي عربة التي وقعتها إسرائيل مع الأردن لا وجود لها في العقلية السياسية الإسرائيلية وأنهم فقط ينتظرون الوقت المناسب لينقضوا على الأردن ويحتلوه ويضموه إلى الدولة اليهودية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولولا أن التصريح جاء على لسان مسؤول سياسي وعضو في الكنيسة ورئيس لجنة الاقتصاد وبالتالي يمثل توجها سياسيا واجتماعيا إسرائيليا، ويشكل جزءا من الاستراتيجية الإسرائيلية لما كنا أعرناه أي اهتمام، أما وأنه كذلك، وحيث أننا لم نسمع أي تعليق من جانب الحكومة الأردنية ولا من جانب الحكومة الإسرائيلية حتى الآن فإننا نرى ضرورة توضيح الأمور وكشفها للرأي العام الأردني على الأقل حتى نتمكن من معرفة ما يحيط بنا وما يخطط له العدو الصهيوني.
لا يستطيع اليهود كما يبدو أن يبدلوا طباعهم، وقد قيل إن الثعلب يبدل جلده ولا يبدل طبعه، لقد نجحنا نحن وآسفين أننا نجحنا في أن ندمل كل جراح الماضي والحاضر وأن نقبل بدولة يهودية في فلسطين المحتلة، شحذنا كل همتنا لنحشد كل ما يمكن حشده من الموروث الإنساني والتاريخي وغير الثابت من الموروث الديني لنبرر صلحنا مع إسرائيل، ونسينا كل لعنات اليهود التي حلت عليهم في التوراة والإنجيل والقرآن، ونسينا أن الإنجليز وهم الأعرف بطبائع الشعوب في التاريخ الحديث عندما قالوا إن اليهودي مخادع وكذاب ولص، ونسينا أننا قرأنا لشكسبير مسرحية تاجر البندقية وتناسينا حقد شيلوك وهو يقهقه في محكمة البندقية يريد رطلا من لحم أنطونيو، ونسينا القرآن الكريم كله وتعلقنا بالآية الكريمة "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله" تعلق الرضيع بثدي أمه، وتوكلنا على الله ووقعنا في ثنايا وادي عربة تلك الاتفاقية التي لم ولا تساوي عند اليهود ثمن الحبر الذي وقعت به، والتي أطعمتنا ذلا وأسقتنا من بقايا مياه المستوطنين.
اليهود لا يعرفوننا، ومن لا يعرف الصقر يشويه، الإسرائيليون لا يعرفون الأردنيين ومعهم حق فهم لم يتلقوا إلا درسا أو بعض درس منا، رحم الله مشهور حديثة الجازي، وما دروا أننا صابرون لأننا أهل عهد ولا ننكث عهودنا لأننا من البشر وليس من قطعان الخنازير والقردة التي مسخ بها بني إسرائيل، هم لا يعرفوننا ولكنهم سيعرفون ويبدو قريبا إن شاء الله، فنحن نعلم علم اليقين أن حدود الأردن شرقا هي طريبيل وأما غربا فحدودنا حتى تل أبيب، أقسم بالله العظيم وأنا صادق في يميني أن حدودنا إلى تل أبيب وأم الرشراش ورأس الناقورة وعسقلان وسنأخذها طال الزمان أم قصر، ونحن لسنا عاجزين عن ذلك والله لو أن ولي الأمر أذن بذلك ما بقي يهودي في فلسطين آمناً في بيته أو مشافى في بدنه ولجعلنا عالي المستوطنين سافلهم واليهود يعلمون أن هذا صحيح وأن ما يمنعنا أن بيننا وبينهم صحيفة سلام اهترأت من كثرة ما بصق عليها اليهود وداسوها بأقدامهم.
لن يستعصي على الأردن حين يجد الجد ويأتي أمر الله أن يخرسوا كل أولئك اليهود المتشدقين في الحكومة الإسرائيلية أو الكنيست والذين يحاولون الإيحاء أن الأردن لا حول له ولا قوة وانه راض بأي شيء، فاليهود يعلمون وإن لم يكونوا كذلك فإنهم في غاية الجهل أن نصف الجيش الأردني أو ثلثه أو اقل قليلا كاف كي يصل إلى أعماق فلسطين، ولولا أن الأردن لا يريد أن يزيد من أعباء المنطقة ولولا أن درء المفاسد أولى من جلب المنافع ولولا أن الراعي يرى أنه ليس الآن وقت ذلك وإلا لرأى اليهود مالا يحبون أن يروه.
هذا ليس كلاما عبثيا، ولا عواطف تذروها الرياح بل حديث العقل، والشعب الأردني يعرف هذا والحكومة الأردنية تعرف هذا والإسرائيليون يعرفون هذا ومتيقنون منه.
شرقي الأردن لنا وغربي الأردن لنا وتل أبيب وحيفا والقدس لنا.