ذكورية غير مبررة23-06-2008 03:00 AM
كانت الساعة قد قاربت السابعة صباحا قبل ما يقارب الثمانية وعشرين عاما عندما لملمت نفسي وخرجت من المستشفى دون أن يعلق في ذهني سوى دعاء تلك الممرضة الطيبة بأن لا يضيع لنا تعب وأن يرزقنا الله بالمولود الذكر بعد استقبالها أم العيال ونصحي بالمغادرة وعدم تعطيل أعمالي ريثما يحين موعد الولادة بعيد الظهر حسب تقديراتها . غادرت وأنا أفكر بكيفية ضياع تعبنا إن لم يكن مولودنا الأول ذكرا مما استفز في ذاكرتي كل ما كان يتمناه لنا الأهل والأصدقاء ومنذ اليوم الأول لزواجنا حين كانوا يأتوننا مهنئين قائلين ( عقبال ما نيجي ونباركلكوا بالولد ) ، انسجم كل ذلك مع ما ورثته من مجتمعي بالشعور واللاشعور بتفضيل المولود الذكر على الأنثى لكنني فجأة تنبهت وقررت ممارسة دور المهندس المتحضر والأب المثالي بمخالفة كل ذلك واقناع نفسي بأن لا أهمية لجنس المولود القادم وما هلوسات تفضيل الذكر على الأنثى إلا خرافات رجعية لم يعد لها مكان في مجتمعات التقدم والحضارة .أثناء عودتي للمستشفى وإمعانا في تطبيق ما عزمت عليه صممت أن يكون سؤالي الأول حال مقابلتي الممرضة أو أيا من الأهل الذين بقوا منتظرين عند غرفة الولادة عن سلامة الوالدة قبل السؤال عن جنس المولود أو أي شيء آخر لكن المفاجأة كانت بتبخر كل تلك الأفكار حال رؤيتي والدة زوجتي ليخونني النطق ويكون السؤال : ها شو جابت !!! حمدت الله على سلامة الوالدة والمولود الذكر وعدنا لممارسة حياتنا العائلية مع الضيف الجديد ليبدأ مشوار ( يلّه شدوا حيلكوا جيبوله أخو ) وهكذا دواليك إلى أن أصبحت أبا لولدين وثلاثة بنات كنت أتمنى الولد وأفرح لمجيئه ولا أغضب لمجيء البنت |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة