لا يختلف اليوم الأول من السنة الجديدة عن أي يوم آخر ، فكل يوم هو بداية لسنة جديدة أو نهاية لسنة منتهية ، ومع ذلك فإن نهاية السنة التقويمية وبداية سنة جديدة تظل فرصة لاستذكار ما حدث في سنة انتهت وما يمكن أن يحدث في سنة بدأت: قراءة الماضي واستشراف المستقبل.
خلال العام الماضي استمر الوطن العربي تحت التدمير ، واقتصرت نشرات الأخبار على أعداد القتلى في سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا أو سيناء أو البقاع أو البحر الأبيض المتوسط ، ذلك أن الربيع العربي أعطى ثماره في تمزيق الوطن العربي وتقسيمه على أسس طائفية.
ما صنعه العرب بأنفسهم خلال خمس سنوات أسوأ بكثير مما كان الأعداء يتمنون أو يعملون لحدوثه ، فماذا عن العام الجديد. هل سيكون امتداداً واستمراراً للماضي لاستكمال الدمار ، أم أن معجزة ما ستحدث في عصر لم يعد للمعجزات مكان فيه.
كيف ستؤول الأحوال في سوريا ، ولبنان ، والعراق ، واليمن ، وليبيا ، ومصر؟ هل يتعب المتقاتلون وتتجه الامور إلى الحلول السلمية أم إلى المزيد من الإرهاب والانتحار الذاتي؟.
دول الخليج العربي حافظت على استقرارها السياسي والأمني ، لكنها لم تسلم من ضربة انخفاض أسعار البترول إلى الثلث ، بحيث لا تعاني من العجز والمديونية فقط ، بل تشاركها الدول العربية التي تعتمد على دعمها.
لما كانت الامور نسبية ، فإننا نستطيع الإدعاء بأن الأردن بخير ، وأن الاردنيين يستطيعون الاطمئنان إلى المستقبل ، وحجتنا أنه أفضل وأكثر أمناً من أي بلد عربي آخر بالرغم من أنه محاط بالحرائق من جميع الجهات ، الامر الذي أعطاه صفة متماسك وصامد.
سوف يواجه الأردن في عام 2016 تحديات خارجية وأخـرى داخلية ، أما التحديات الخارجية فالأردن مستعد وجاهز لها. وأما التحديات الداخلية فهي ما يستوجب التحوط واليقظة. ذلك أن داعش وإضرابها ما زالت بعيدة عنا جغرافياً ، ولكنها موجودة وتعشش في عقول وقلوب مريضة قد لا تكون قليلة.
الصديق فهد الخيطان تخيل نشرة أخبار في نهاية السنة الجديدة وإذا هي تمثل الاستمرارية والجمود أو المزيد من ذات الشيء. البعض اعتبر الخيطان متشائماً لأنه لم يتوقع التحسن ، والبعض الآخر اعتبره متفائلاً لأنه لم يتوقع الأسوأ.
الراي