تبادل العرب والفرس قميص عثمان، بقميص نمر النمر، فطهران كانت طول الوقت تحذر من اعدامه وتهدد السعودية بعواقب وخيمة، في تحدٍ يستهدف دفع الرياض الى اعدامه، ذلك ان العناصر المتشددة تخوض الان معركة انتخابية لمجلس الثورة ولمجلس مصلحة النظام وهي بحاجة الى «قضية كبيرة» تخوضها بالمزيد من التظاهرات، واقتحام السفارة السعودية كأيام اقتحام السفارة الأميركية، والقنصليات التابعة لها.
وطهران ليست وحدها في هذا الهياج المصطنع، فلها في العراق ولبنان واليمن أصداء تعيد الاسطوانة ذاتها من التهديد والوعيد.. فماذا تريد؟ ماذا يريدون؟
- الواضح ان الولي الفقيه يريد ان يضفي شرعيته على كل الشيعة في العالم. فنمر النمر شيعي لكنه سعودي.. مثله مثل الكثيرين من الشيعة الاسماعيلية والسباعية وغيرها من المذاهب. وكما مدَّ الولي الفقيه ظله على زيدية اليمن وهم في عقيدتهم المذهبية أقرب إلى السُنّة فانه مستعد للحرب من اجل هذه الشرعية .. حتى اذا كانت الحرب حرب الشيعة العرب على اخوانهم ابناء الطوائف الاسلامية الاخرى. فحرب الثماني سنوات التي خاضها الخميني على العراق، وانتهت بتجرعه السم هي آخر حروب آيات الله بجيوش إيران، والمطلوب الآن ان يحارب حزب الله اللبناني، وجيش المهدي العراقي أو عصائب الحق العراقي، وجيش الأسد بعد ان تعرّى من سوريته ومن بعثيته، والحوثيين، وشيعة السعودية والبحرين .. حتى بوكوحرام في إفريقيا.
الحرب هي هيمنة آيات الله الإيرانيين على شيعة العالم. وقد استمعنا في فضائيات الأخبار كلها صناجات إيران تكرر وتعيد الكلام ذاته الذي ينتهي بأن السعودية ليست دولة، ولا قضاء عندها لأنها اعدمت رجل الدين نمر النمر.. وهو الذي فشل الإعلام السعودي في كشف قضيته. ذلك أن الرجل كان يدعو الى انفصال شرق السعودية، وضم البحرين إلى دولة الشيعة في الجزيرة العربية. وكان بعد هذه الدعوة يجهز أدوات القتل التي كانت تصله من الساحل الإيراني بكميات تزيد كثيراً على عدد مقاتليه!!.
والآن، نفهم مقاصد طهران، ولكننا نقف أمام الكلام الأميركي عن تعدي السعودية على حقوق الإنسان واثارة المزيد من الصراعات المذهبية في المنطقة.. نقف ونقول: «أليس هذا ما تفعله واشنطن منذ خمسة عشر عاماً»؟!.
الراي