السعودية تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران
04-01-2016 12:05 AM
عمون -أعلن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير الاحد قطع بلاده العلاقات الديبلوماسية مع ايران على خلفية الهجوم على سفارتها في طهران وموقف الجمهورية الاسلامية من اعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وقال الجبير في مؤتمر صحافي ان المملكة تعلن "قطع علاقاتها الديبلوماسية مع ايران وتطلب مغادرة جميع افراد البعثة الديبلوماسية الايرانية، السفارة القنصلية والمكاتب التابعة لها، خلال ثمانية واربعين ساعة، وقد تم استدعاء السفير الايراني لابلاغه بذلك".
واعتبر الجبير ان "تاريخ ايران مليء بالتدخلات السلبية والعدوانية في الشؤون العربية ودائما ما يصاحبه الخراب والدمار"، مضيفا ان "هذه الاعتداءات تعتبر استمرارا لسياسة النظام الايراني العدوانية في المنطقة التي تهدف الى زعزعة امنها واستقرارها، واشاعة الفتن والحروب بها".
ورأى ان الاعتداء على السفارة في طهران والقنصلية في مدينة مشهد يشكل "انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية"، وانه اتى "بعد تصريحات نظام ايران العدوانية التي شكلت تحريضا سافرا شجع على الاعتداء على بعثات المملكة".
وكان متظاهرون هاجموا مساء السبت مبنى السفارة بطهران واحرقوه، تعبيرا عن غضبهم اثر اعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي. كما تعرضت القنصلية السعودية في مدينة مشهد (شمال شرق) لهجوم مماثل.
واكد الجبير ان الديبلوماسيين السعوديين في ايران تواصلوا مع السلطات اكثر من مرة اثناء تعرض البعثات للهجوم، الا انه لم يتم التجاوب معهم.
اضاف "عندما يحصل تحريض بصوت عال ويأتي متظاهرون امام السفارة ونطلب من السلطات الايرانية بعد ظهر امس (السبت) دعم الامن للسفارة ولا يتجاوبوا معنا هذا مؤشر. تمت اعادة الطلب بعد عدة ساعات ولم تتجاوب السلطات الايرانية. تمت اعادة الطلب هذا ايضا بعد فترة من الزمن، لم تتجاوب السلطات الايرانية. الامور واضحة".
واعتبر انه "اذا لم تكن الحكومة الايرانية متورطة بهذه العمليات، فانها مقصرة وبشكل ملحوظ جدا في حماية بعثة ديبلوماسية على اراضيها".
واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية اسامة نقلي خلال المؤتمر الصحافي نفسه ان السلطات السعودية اجلت عائلات الديبلوماسيين السعوديين من طهران على متن طائرة تابعة لشركة طيران الامارات، اقلعت مساء الاحد.
واوضح ان هؤلاء هم 47 شخصا من النساء والاطفال، وان السلطات الايرانية "اعاقت" مغادرتهم في بادئ الامر، قبل ان تسمح لهم بذلك.
واكد نقلي ان الديبلوماسيين السعوديين وعائلاتهم "لم يتعرضوا لاي اذى".
وفجر الاثنين، عرضت قناة "العربية" السعودية التي تتخذ من دبي مقرا، لقطات قالت انها لوصول عائلات الديبلوماسيين السعوديين الى دبي. واظهرت اللقطات نساء واطفال وفتية يستقبلهم مسؤولون اماراتيون.
واثار اعدام السلطات السعودية للشيخ نمر غضبا عارما في ايران.
واعتبر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي ان السعودية ستواجه "النقمة الالهية" جراء قيامها بذلك، داعيا "العالم الاسلامي والعالم برمته الى ان يتحمل المسؤولية تجاه هذه القضية".
كما لقي اعدام النمر انتقادات من دول ومنظمات دولية، لا سيما واشنطن التي اعتبرت ان الاعدام "يهدد بتأجيج التوترات الطائفية".
وردا على موقف واشنطن، قال الجبير "وضحنا للجانب الاميركي ان المملكة العربية السعودية لديها نظام قضائي مستقل وعادل"، مضيفا ان "ما حدث هو ادانة اشخاص قاموا بعمليات ارهابية ادت الى قتل أبرياء، تمت محاكمتهم في المحاكم بشكل شفاف وشكل عادل، وتمت ادانتهم من قبل النظام القضائي".
وشدد على ان الرياض "لا تقبل تدخلات اي جهة في نظام القضاء".
وكان النمر من ابرز وجوه الاحتجاجات ضد الاسرة السعودية الحاكمة، والتي اندلعت في 2011 بالمنطقة الشرقية حيث تتركز الاقلية الشيعية.
وتأتي خطوة قطع العلاقات لتضاف الى سلسلة من التوترات والتنافس بين الخصمين الاقليميين حول ملفات عدة، لا سيما النزاع في سوريا واليمن.
وقال الجبير ان "المملكة حريصة جدا (...) على التصدي لتحركات ايران العدوانية في المنطقة"، مؤكدا ان هذه التحركات "لا تخدم الامن والاستقرار".
اضاف "اعتقد هناك انجازات تم تحقيقها في ما يتعلق بمحاولة ايران بسط نفوذها او توسيعه في المنطقة. على سبيل المثال في اليمن، تمت هزيمة ايران في اليمن. في سوريا، الايرانيون لم يستطيعوا ان ينقذوا نظام بشار الاسد، ولذلك اتى التدخل الروسي".
وتقود السعودية منذ آذار/مارس تحالفا عربيا لدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين تتهمهم الرياض بتلقي الدعم من ايران. وفي النزاع السوري المستمر منذ قرابة خمسة اعوام، تدعم السعودية المعارضة المناهضة للنظام المدعوم سياسيا وعسكريا من طهران وموسكو التي بدأت تدخلا عسكريا مباشرا من خلال الضربات الجوية في سوريا منذ نهاية ايلول/سبتمبر.
وردا على سؤال عما اذا كانت دول خليجية تضامنت مع المملكة اثر الاعتداء على بعثاتها في ايران، كقطر والكويت والبحرين والامارات، ستحذو حذوها، اكد الجبير عدم وجود تنسيق في هذا الامر.
وقال "لم يكن ثمة تنسيق بالنسبة لدول مجلس التعاون قبل ذلك"، مضيفا ان "كل دولة تقرر ما ستقوم به".
واكد ان السعودية اتخذت قرارها "بناء على مصالح المملكة وبناء على ما رأته بانه يخدم مصالح المملكة ويؤكد موقف المملكة بانها ترفض التعامل مع دولة راعية للارهاب تسببت بقتل الابرياء في المملكة العربية السعودية وقامت بنشر الفوضى والطائفية في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي".(ا ف ب)