الملتقى الفكري الاسلامي في الجزائر
03-01-2016 10:51 PM
عمون - نظمت جمعية الارشاد والاصلاح في الجزائر وبالشاركة مع المنتدى العالمي للوسطية الملتقى الفكري الاسلامي بمناسبة المولد النبوي الشريف .
وحمل الملتقى الذي كان تحت رعاية الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عنوان "الصلح والمصالحة خيار الامة في ظل التحديات المعاصرة"، واقيم الملتقى خلال الفترة من 24-26-12-2015 .
وأكد المشاركون في ملتقى الفكر الاسلامي المنظم بالجزائر العاصمة من خلاله , على ضرورة تبني مبدأ المصالحة في مواجهة التطرف العنيف الذي يندرج ضمن “مخطط إجرامي يستهدف ثروات وهوية” الأمة العربية-الإسلامية.
وخلال الكلمات التي القيت في هذا اللقاء - , شدد المتدخلون على “أهمية اعطاء الافضلية للمصالحة في المرحلة الحالية التي تمر بها الأمة العربية-الإسلامية و المتسمة بتفشي شتى صور التطرف و العنف و التي شوهت صورة الإسلام و المسلمين”.
وأكد الأمين العام للمنتدى, مروان الفاعوري أن “الجزائر نجحت في تجاوز ألمها و جرحها الذي دام أزيد من عشر سنوات كاملة, بفضل تبنيها لسياسة المصالحة التي رأبت الصدع بين أبنائها”, كما مكنها ذلك الخيار من مواجهة التطرف الذي يشكل رفقة الاستبداد و التبعية, ثلاثية مدمرة تضرب حاليا العالم الإسلامي في الصميم”.
و ذكر السيد الفاعوري بأن الإصلاح هو “غاية نبيلة تبناها الرسل و الأنبياء بحيث شكلت صلب رسالاتهم”, ليضيف بأن “الإرهاب لا وطن و لا دين له”, مؤكدا ان كل محاولة لربطه بالإسلام هي بمثابة “إفتراء ظالم”.
وأكد أنه “أضحى جليا اليوم بأن التطرف و العنف المنتشرين في مختلف الأقطار الإسلامية تغذيهما جهات لا تريد خيرا بها و لا بالبشرية جمعاء” و ذلك بغية “استنزاف طاقاتها و طمس هويتها”.
و في نفس المنحى, أكد العضو بمكتب جمعية الإرشاد و الإصلاح المكلف بالتنمية البشرية فارس خالد إلى “الحاجة الماسة” للعودة إلى خياري الصلح و الإصلاح الذين يعدان صفة تجمع كافة الأمم التي حققت بناء حضاري. غير أنه و على الرغم من إقرار الجميع بهذه الحقيقة إلا أن اختلاف الرؤى حول الأولويات شتت الجهود التي تبذلها هذه الدول, فالبعض يحدد أولويته في الجانب السياسي كتكريس الديمقراطية و شفافية الانتخابات مثلا, فيما يراى البعض الآخر أنها تكمن في الجانب الديني و الاجتماعي أو الاقتصادي, يقول المتدخل.
وأشاد الفقيه و المحلل السياسي الليبي محمد علي الصلابي “بما بذلته الجزائر من جهود من أجل حفظ سيادة و الوحدة الترابية لبلاده و ردم الهوة بين الإخوة الفرقاء في هذا البلد, اعتمادا على تغليب مبدأ الصلح”, مذكرا بأن هذا “الأخير هو مقصد قرآني فبدونه لن يبقى استقرار و لا أمن”.
من جانبه, تحدث سفير دولة فلسطين بالجزائر لؤي عيسى عن “ضرورة وحدة الشعوب العربية و الإسلامية لمجابهة المخاطر التي تحيط بها و كذلك للدفاع عن القضية الفلسطينية التي يقترن مصيرها بمصير الأمة كافة”.
كما حذر من أن العدو الصهيوني هو اليوم أمام “فرصة تاريخية لتهويد القدس, معتمدا في ذلك على وسم الفلسطينيين بالإرهابيين و حشد الرأي العام ضدهم, و هو ما يستدعي من الدول الإسلامية –كما قال–الوقوف كرجل واحد ضد المحتل وقد ترأس وفد المنتدى المهندس مروان الفاعوري وعضوية كل من الدكتور زيد احمد المحيسن المنسق العام للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي والدكتور محمدخير العيسى المدرس في الجامعة الاسلامية في عمان ووفود من داخل الجزائر وخارجها من فلسطين وليبيا ومالي والمغرب والاردن وسفراء الدول العربية والاسلامية وجرى خلال الايام الثلاثة للمؤتمر مناقشة مجموعة من الاوراق منها :- 1- الصلح والاصلاح في القران والسنة 2-الفكر الوسطي ودورة في عملية الصلح والاصلاح في الوقت المعاصر 3- ثقافة الصلح ودورها في استقرار المجتمعات ونهضتها 4- الخطاب الديني ودورة في في ارشاء ثقافة الاصلاح في المجتمع 5- مساهمات جمعية الاصلاح في مبادرات الاصلاح 6- دور الحركة الاسلامية الوسطية في الاصلاح 7- الشراكة بين التيار الوطني والوسطي طريق الاصلاح في الوطن 8-الرؤية الاصلاحية في ادبيات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين 9- مقاربة المصالحة واحلال السلم من منظور الدبلوماسية الجزائرية 10- وسائل الاعلام والنخب الفكرية ودورها في الاصلاح 11-اسباب ظهور العنف 12- الوسطية وسلية ام غاية اضافة الى موضوعات جانبية اخرى وقد شارك في تقديم هذه الاوراق عدد من المفكرين والعلماء منهم ابو جرة السلطاني والدكتور على الصلابي والمهندس مروان الفاعوري والدكتور عبد الحق ميحي والدكتور محمد خير العيسى/ الأردن والدكتور مصطفى الصنوفر الاستاذ نصرالدين حزام وغيرهم من المهتمين بالشان العام من اساتذة واكاديميين وعلى هامش الملتقى قام وفد المنتدى بزيارة الى: جمعية الارشاد والاصلاح. جمعية علماء المسلمين الجزائريين وشارك رئيس الوفد المهندس مروان في اللقاء الصحفي الذي جرى مع بعض المفكرين والذين لهم دور فاعل في العمل التنويري والاصلاحي في المجتمعات العربية وتم الاجابة على الاستفسارات الموجهة اليهم من قبل وسائل الاعلام المحلية والفضائيات العربية والوطنية.
حضر الوفد الحفل الكبير بالمولد النبوي والبرنامج الانشادي الديني والذي اقيم في نهاية اعمال الملتقى الفكري الاسلامي الكبير وقد عاد وفد المنتدى مساء يوم 29-12-2015 الى عمان.
وتوصل الملتقى للتوصيات التالية: تشكيل مجلس عالمي للحكماء يظم العلماء و المفكرين و المصلحين الذين يحضون بالقبول لدى مختلف فئات المجتمع الاسلامي و مؤسساته الرسمية و الاجتماعية . تأسيس مؤسسة "والصلح خير" تابعة للجمعية تؤطر العملية اجتماعيا وتعمم على الولايات. وضع آليات و خطط تنفيذية لتفعيل عملية الصلح والإصلاح في المجتمعات العربية. دعوة علماء العالم وحكمائه الى التوسط لحل النزاعات الحاصلة في العالم . إنشاء لجنة تهتم بالشأن الافريقي و حل النزاعات على المستوى الافريقي . تعميم فكرة جمعية الارشاد والإصلاح على الأقطار العربية والإسلامية توثيق التجربة الجزائرية في جمعية الارشاد والإصلاح في نبذ العنف والإرهاب . العمل على توثيق الملتقى وتوزيعه على المدارس والجامعات والمعاهد العلمية قصد الافادة. إرسال توصيات الملتقى لكل الهيئات والمؤسسات الدولية و الاسلامية والعربية. الاستفادة من الخبرات والتجارب الانسانية في عملية الصلح والاصلاح. وضع المخططات الاسترايجية والخطط التنفيذية لحماية الامة مما يحاك لها من قبل أعداء الانسانية . دعم الدبلوماسية الجزائرية في جهودها للسعي في قضايا الصلح و المصالحة في المحيط الاقليمي و الدولي . تقوية العمل الجمعوي بكل أشكاله لتأطير المجتمع وحماية الوطن من جميع أشكال العنف . يدين الملتقى كل أشكال العنف و الارهاب و محاولات إلصاقه بالاسلام ، و الاسلام من ذلك بريء ( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )