تفاوتت ارآء الناس ما بين رافضا وما بين متقبل لقرار وزارة التربية والتعليم بعقد امتحان الثانوية العامة مرة واحدة في نهاية كل عام دراسي ابتداء من 2017/2018 تمهيداً لقيام الوزارة بكافة الإجراءات ووضع الترتيبات والآليات اللازمة لعقد الامتحان بما يضمن توفير العدالة لجميع الطلبة المتقدمين للامتحان إضافة الى تغيير المناهج المدرسية وتخفيف عبء وزخم المواد لتتناسب مع طول المدة الدراسية وعقد امتحان مرة واحدة نهاية العام الدراسي.

كثيرٌ من الطلبة والأهالي ممن اعترضوا في بداية الأمر على قرار الوزارة والذي جاء بناءاً على توصيات ومخرجات مؤتمر التطوير التربوي والذي عقدته التربية في مطلع آب الماضي عام 2015 ,وبعد أن استمعوا الى توضيح وتفسير من معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات الذي التقى بجمع كبير منهم في الوزارة وكذلك أطل من خلال وسائل الاعلام المختلفة وظهر في لقاءات عديدة عبر القنوات والمحطات الفضائية والمحلية وقام بتوضيح القرار لكافة أبناء الوطن ,رحب الجميع بالقرار الذي سيؤدي الى تخفيف القلق والتوتر والاضطراب عند الطلبة والأهالي أولاً,ولدى أجهزة الوزارة أيضاً, إضافة الى إعطاء الطلبة فرصة زمنية أكبر للتركيز في الدراسة وتحسين تحصيلهم الأكاديمي والحصول على علامات تحقق لهم رغبتهم في الدراسة في الجامعات سواء المحلية أو خارج الوطن.

وجد الكثيرون أن عقد الامتحان مرة واحدة كافٍ ولا يوجد داعٍ لعقده أكثر من مرة في العام تفادياً من إرباك العديد من كوادر الوزارة والميدان التربوي وكذلك التخفيف من إشراك جهات أخرى داعمة لعقد الامتحان مثل ديوان المحاسبة والدرك الذين يساهمون في المحافظة على الامن والاستقرار أثناء إجراء الامتحان خاصة بعد سنوات عديدة مضت افتقدت سلامة وأمن الامتحان بسبب حالات العنف المجتمعي وظهور حالات لا تعد ولا تحصى من الغش في عدد كبير من القاعات في مختلف المناطق في المملكة.

فإجراء الامتحان مرة واحدة يخفف من هذا الإرباك ويؤدي الى ضبط أكبر وأفضل يشمل كافة النواحي التي ترافق إجراءه بأريحية تامة وتوَفير الجهد على المعلمين والإداريين كافة, ولا يمكن أن ننسى العدالة التي يحققها الامتحان بهذه الطريقه ,لأنه عندما يتقدم الطلبة لدورة تشمل جميع طلبة المملكة ويجلسون للإجابة على نفس الاسئلة في المادة الواحدة ,,تتحقق العداله بشكل تام حيث كان قبل ذلك يتقدم البعض لدورة شتوية والبعض الآخر لدورة صيفيه فتختلف الاسئله في كلا الدورتين فتارة صعبة وتارة أخرى قد تكون سهلة وهكذا...

وطالما أن مجلس التربية والتعليم يعمل على إطار عام لخطة إصلاحية للتعليم وتطويره ابتداءاً من المدرسة ,المناهج والكتب المدرسية ,وإمتحان الثانوية العامة إضافة الى المعلم والارتقاء به ,,وكل ذلك إستناداً للتوجيهات الملكية لتنفيذ خطة تطوير التعليم بمحاورها جميعاً,,فلا ضرر على طلابنا ومعلمينا لإنهم بين أيدي تعمل بأمانه لصالح الجميع.



وبدوري أطرح العديد من الاسئلة والتي تساهم في مزيد من الاقناع وتَقَبُلْ فكرة عقد امتحان توجيهي مرةً واحدة نهاية العام الدراسي:

*ما الذي يمنع من عقد الامتحان مرة واحدة إن كانت الوزارة تعمل على تحسين البيئه المدرسية وتقوم على إعادة النظر في المناهج وتخفيف الزخم والحشو بما يتناسب مع عقده مرة واحدة؟؟؟؟

* ما الذي يمنع من إجراء الامتحان مرة واحدة إن كانت الوزارة تعمل على تأهيل المعلمين وتدريبهم وتحسين ظروفهم ليُقَدموا أفضل ما لديهم من خبرات وجهود داخل الحصة الصفية؟؟؟؟

* ما الذي يمنع من تحقيق العدالة عندما يتقدم الطلبة مرة واحدة ويجلسوا جميعهم للإجابة على نفس الاسئلة للمادة الواحدة نهاية العام؟؟؟؟

* وما الذي يمنع من تخفيف توتر وقلق الأهالي والطلبة الذي يرافق تقديم الطلبة بدلاً من مرتين ليصبح مرة واحدة مثلاً؟؟؟؟

يجب علينا أن نتريث قليلاً ونتقبل القرار وننتظر ماذا سَتقَدم وزارة التربية والتعليم ومجلس التربية الذين يُقروا القرارات كونهم يعملون وفق رؤية واضحة وخطط إستراتيجية تُطَبَق بشكل تدريجي وبعناية ودراسة فائقه لإصلاح التعليم وتوكيد نوعيته وجودته ومخرجاته أيضاً علماً أن كل القرارات تَصدُر وفق نهج مدروس وليس أرتجالاً أو قرارا فرديا واحدا.

وأطرح السؤال الأخير والذي في إجابته راحة للجميع من طلبة وأهالي ومزيد من الإقناع في تَقَبُل القرار للتقدم لإمتحان مرة واحدة نهاية العام الدراسي:

** ما الذي يمنع طلبتنا من التقدم للإمتحان في سبع مواد تدخل ست منها في المعدل العام في وقت تعمل فيه الوزارة على توفير مناهج متلائمة مع هذا القرار؟؟؟؟