اصبحت «موجة» الثلج اخف في الاعلام الرسمي، وقلت كلمات النشامى والفرسان وغيرها من الاوصاف التي تتكرر عن رجال الدفاع المدني والأمن العام والدرك، وهي اوصاف مستحقة لكن كثرة الاستعمال افقدتها مضمونها الرفيع.
صار الاعلام الرسمي يبحث عن حقائق اخرى في العاصفة الثلجية، او نصف العاصفة، منها ان السدود زاد تخزينها 3 ملايين متر مكعب في 24 ساعة.
وصار المواطن يقرأ باعجاب خبر تحصيل بلدية المفرق لسبعة ملايين دينار من ديونها بحيث هبطت الى اقل من مليون ونصف المليون، ولم تعد عطلة المدارس موضوعاً مهماً، حين تركت ادارة التربية والتعليم هذا القرار لمدراء التربية في المحافظات والأقضية.
المهم لا خبر جديد عن اوضاع مخيمات اللاجئين السوريين في الشمال، ومعنى ذلك ان اوضاعها مرتبة، ليس على مستوى الفنادق خمسة نجوم، ولكن الخيم لم تعد تتطاير، والكهرباء والماء واصلة، والاغاثة اليومية، والعناية الطبية متواصلة في حين ان هيئات الاغاثة الدولية تشعر بالخجل وهي تعترف ان السوريين في لبنان يعانون تحت خيامهم الممزقة، ويخافون على اطفالهم من الموت برداً.. وتعترف هذه الهيئات ان مدخرات اللاجئين نفذت، فغادروا البيوت والغرف المستأجرة، وقبلوا الخيمة، لان هناك رغيف خبز وجرعة ماء.
كنا أيام الشح والمحل نسمع ونقرأ المثل: هنيئاً، لمن له مرقد عنزة في لبنان ونسمع ونقرأ ان السوري يعيش في جنة الغوطة، ومواسم الجزيرة من القمح والقطن، وان ارض الرافدين خضراء خضراء الى حد السواء، ولكننا الآن – ولا شماتة – نصبح أرض الخير والسلام، والوطن المزدهر القادر على استقبال ملايين السوريين والعراقيين والفلسطينيين واليمنيين والليبيين وغوثهم بطريقة تحفظ لهم كرامتهم، وتتيح للمؤسسات الدولية فرصة اغاثة بعضهم ممن يريدون المخيم.. وفيما عدا ذلك فالابواب مفتوحة في كل مدن الاردن وقراه.. ويا مرحبا.
ونحن نحب دائماً ان نذكر انفسنا بما كنا وبما صرنا، فشعبنا الكريم وقيادتنا الهاشمية هما صانع كل هذا الجميل العظيم المزدهر في هذا الوطن.
عن الرأي