عمون - اكد متحدثون في الاحتفال الديني الكبير الذي اقامته جماعة الاخوان المسلمين المرخصة في اربد اليوم السبت بقاعة غرفة التجارة احتفالا بالمولد النبوي الشريف وسط حضور حاشد ان ميلاد الرسول الاعظم هو ميلاد للامة والبشرية جمعاء وميلاد للقيم السامية وميلاد للوحدة والتوحد والاخوة والمحبة والخبر والتسامح.

وقال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل عبدالحفيظ داوود "ان مولد سيد الخلق واشرف المرسلين وخاتم النبيين جاء في ظل ظروف تاهت فيها البشرية عن وحي السماء وضلت طريق الرشاد والخير والهداية وتقطعت بها السبل واختلط حابلها بنابلها وسط غياهب انعدام الحرية والامن والامان والسلام".

واضاف "اننا احوج ما نكون اليه اليوم ونحن نعيش ظروفا مشابهة لما كان سائدا في الجاهلية من قتل واعتداء وتدمير وسفك للدماء ان نجعل من ذكرى مولده عليه الصلاة والسلام انطلاقة جديدة لمرحلة جديدة تقود لخير البشرية جمعاء بما ارتكزت عليه رسالته وخطابه الديني من تجذير لقيم الرحمة والخير والترغيب والمحية والاخاء وحماية الحريات والمعتقد الديني وتنظيم الحياة والعلاقات ضمن منظومة الحقوق والواجبات".

وقال "ان الاردن تمكن بحفظ الله ورعايته وبوعي شعبه وحكمة قيادته المنتسبة لآل بيت النبوة الطاهرة ان يعبر بأمن وسلام من هذه الارتدادات والمنعطفات الخطيرة التي جاءت على ايدي من يدعون الاسلام من خوارج هذا العصر والذين وضعوا الامة بنفق مظلم لم يستفد من افعالهم الا اعداء الدين والامة لاسيما العدو الصهيوني الذي يتربص بالمقدسات في القدس وسائر فلسطين".

واشار الى انه من حسن الطالع ان تتزامن احتفالات المسلمين بمولد رسولهم الاعظم مع احتفالات اخوانهم المسيحيين بميلاد السيد المسيح عليه السلام لان اصل الرسالة واحد حملها جميع الرسل والانبياء لكن سيدنا محمد اتمها واكملها وختمها بان جعله الله سبحانه وتعالى الرحمة المهداة للعالمين.

وقال المراقب لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن الدكتور عبدالمجيد ذنيبات ان الجماعة باحتفالها بهذه المناسبة العطرة انما تكرم منهج الرسالة النبوية الشريفة التي وضعت الامة على الطريق القويم وتتمسك بالخيرية التي قامت عليها هذه الرسالة بان تكون امة الاسلام خير امة اخرجت للناس كافة امة للرحمة وللهداية لتشكل القدوة بالالتفاف حول فضائل الاسلام.

وقال ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف واجب شرعي وديني ووطني يجب ان يستثمر في اعادة من اختلط عليهم الامر او ضلوا سبيل العودة الى جادة الصواب وجمع الامة تحت راية الاسلام السمحة القائمة على الوسطية والاعتدال والتسامح والمحبة والخير بدل ان يجنحوا بها نحو مزالق الشر والفرقة والاقتتال والتناحر وحيا المجاهدين المراطين في القدس وفلسطين المدافعين عن الاقصى والمقدسات.

وقال منسق المبادرة الوطنية للبناء "زمزم" الدكتور ارحيل الغرايبة ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس احتفالا طائفيا وانما هو احتفال للبشرية جمعاء لان بعثة خاتم الانبياء والمرسلين كانت للعالمين وللبشرية جمعاء ولهذا يجب على المسلمين قبل غيرهم ان لا يجعلوا من الرسول صلى الله عليه وسلم خطا للمواجهة بينهم او بينهم وبين الاخرين لأنه ارسى مبادئ المفاضلة بين الناس وربطها بالتقوى.

واكد ان المسلمين الذي يحملون منهج الرسول الكريم لا يضيقون ذرعا بالحرية فالقوة لا تعني الاكراه بالدين وانما لحراسة الحرية وهو ما ممكن الاسلام من ان يكون عامل وحدة وتوحد وقوة مبينة على القناعة الراسخة وليس سببا في المواجهة وبناء الاختلاف على الجزئيات بين مكونات المجتمع الواحد.

وقال مندوب سماحة قاضي القضاة مدير المحاكم الشرعية الدكتور خالد المقابلة ان مولد الرسول الكريم هو يوم مولد اعظم رجل على الاطلاق منذ بدء الخليقة وهو مولد بشرية فبواسطته وعلى يدية اخرج الناس من الظلمات الى النور، مشيرا الى ان الاسلام منح الحرية للاعتقاد والمعتقد دون اكراه.

وعرض لجوانب من سيرة الرسول الاعظم التي بنى على اساسها دولة الاسلام القوية ونظم علاقاتها مع الاخرين وفق منهج رباني قائم على التوازن والاحترام والتسامح والوسطية حتى ان كثيرا من الامم والقبائل دخلت في الاسلام طواعية راغبة لا مرهبة لما رات فيه من قيم العدل والحق والمساواة واحترام الحريات.

وكان رئيس شعبة الفاروق الاخوانية في اربد الدكتور فتحي الطعامنة اشار الى ان احتفال الجماعة بالمولد النبوي الشريف يأتي في اطار حرصها على ابراز الدروس والعبر المستقاة من هذه المناسبة العطرة بعد ان حرف البعض معانيها بما يتسق مع اهوائهم واجنداتهم الخاصة.
(بترا)