facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لماذا بكى د. عبدالله كنعان؟


الاب رفعت بدر
02-01-2016 06:41 PM

في ثاني أيام عيد الميلاد المجيد وثالث أيام عيد المولد النبوي الشريف، دعتنا الجمعية الأردنية للثقافة والعلوم، برئاسة معالي المهندس سمير الحباشنة، إلى- لا أقول ندوة- ولكن جلسة أخوية بمناسبة العيدين. ودعتنا إلى جانب تناول الحلوى لالقاء كلمة أخوية بعيدة عن الخطابات التقليدية أو المناظرة أو المحاضرة. وكانت كلمة من القلب تشرّف كاتب السطور بالقائها ، ثم استمعنا إلى كلمة من الداعية د. حمدي مراد العزيز.

وثم فتح مدير الجلسة د. ابراهيم بدران باب "التهاني" وليس النقاش بحضور نخبوي مميز أثرى الحديث وجعل للعيدين نكهة وطنية. نكهة سبقنا الى اضفائها "جلالة سيّدنا" في رسالة تهنئة واحدة بالعيدين ألقاها متلفزة وهو جالس على كنب عائلي ، ليبيّن تخطي الرسميات ومخاطبة الأب لأبنائه. كما أثراها جلالته باحتفاله بعيد المولد النبوي في المركز الثقافي الملكي، ليتوجه منه إلى قصر الحسينية لاستقبال رؤساء الكنائس في الأردن وتهنئتهم بالميلاد.

في مقرّ جمعيّة الثقافة ، استمعنا مستمتعين الى العديد من الخبرات والأمثلة الحية في بلادنا، ماضياً وحاضراً. ودلت كلها على أنّ الاردن حالة مميّزة على المستويين الشرق أوسطي والدولي . إلى أن تحدث الصديق د.عبد الله كنعان (أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس)، فتكلم حول واجب تربية الأجيال الناشئة على احترام الأخ-الآخر، فسرد القصة التالية:

كان ولده أطال الله بعمره على مقاعد الدراسة، وأراد دعوة أصدقائه ليحتفلوا معه بعيد ميلاده. فسأله عن "المعازيم" فسرد له اسماء ابناء صفه المدعوين. وسأله عن زميله "القسوس" ، فقال لا لم أدعه لأنّ زملائي قالوا انه "كافر" ولا يجوز أن يدخل البيت. فتفاجأ الأب، وقال لولده : هذا خطأ، فنحن كلنا في هذا الوطن أخوة. وقال بأنه طلب من ابنه أن يدعو زميله " القسوس" ولكن بعد نصف ساعة من مجيء زملائه الأخرين. وهكذا كان، فلّما وصلوا قال اجتمعت بهم وأخبرتهم أنّ الله واحد، وأنّ علينا أن نحب الجميع وأنّ الديانة الاسلامية والديانة المسيحية تدعوان إلى المحبة والاحترام، داخل الغرفة الصفية وفي البيوت وفي كل مكان للعبادة في المسجد كما في الكنيسة.

وبعد جملة من النصائح ، طلب رأي الأطفال سائلا : ما رأيكم الآن أن ندعو "الطالب القسوس" إلى الحفلة. فأجابوا كلهم نعم. وإذا به قادم فعانقوه وقبلوه بحرارة. وقال د. كنعان، لقد أدمعت عيناي وقتها (كما أدمع في الجلسة وهو يتحدث) لأنّ المهمة علينا : آباء وأمهات ومربّين في كيف نربي أجيالاً صاعدة على احترام الآخر، لنتمكن من الدعوة والعيش بقيم المواطنة والمساواة والنظر إلى الأخر كشريك حضاري، لا كغريب أو كافر.

شكراً د. عبدالله على كلامك التربوي الطيب ، وعلى دمعتك ماضياً وحاضراً ، فنحن كلنا في قارب واحد، ولنا دمعتان مشتركتان : الأولى على كل تطرّف وتعصّب دخلا الى بيتنا العربي . والثانية على مدينة تعمل أنت أمينا عاما للجنتها الملكية... وتدعى القدس.

Abouna.org@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :