التاسع من نيسان من عام 2003 ذكرى سقوط بغداد ، وأن كان يشكل للكثيرين ذكرى مؤلمة من تاريخ العراق العظيم و تاريخنا العربي والأسلامي ، إلا أنه من جهة أخرى شكل يوم نهب وسرقة وتدمير بالنسبة للصوص التاريخ الذي دبوا بكل عزم ودون رحمة ودون أنتماء يذكر للعراق العظيم ، ليدمروا و ليسرقوا تاريخ آلاف من السنين ، ليسرقوا تاريخ العراق العظيم ،
ليسرقوا تاريخ نبوخذ نصر وحمورابي وبابل والأشوريين ، ليسرقوا تاريخ الخلافة الأسلاميه ، تاريخ هاروون الرشيد ، لقد أوجعتنا أنذاك مناظر السرقة والتدمير والتكسير لمتحف أثار العراق وأدمت قلوبنا ، فالتراث التاريخي العراقي الذي يشكل جزءا هاما من الإرث والتراث الحضاري الإنساني ومنبعا أساسيا من منابع حضارات العالم ، رآيناه يسرق ويدمر تحت مرآى وأنظار العالم وجنود الأحتلال المريكي تحديداً دون رقيب او حسيب ، وأذكر حينها أنني قلت والله لو قتل هؤلاء المجرمون ألف طفل عراقي ، لكان أرحم للعراق من سرقة تاريخه العظيم ، فألف طفل ستنجب أمهات العراق مثلهم وبديلاً لهم مائة الف طفل ، ولكن قطعة شاهدة على تاريخ العراق العظيم ان سرقت أو فقدت لا يمكن لأمهات العراق كلهن ان يرجعنها وسيمحي فقدانها جزءاً من هذا التاريخ الذي يحكي أزمنة وأمم مرت عبر تاريخ عريق وماضيً عتيد .
ولكنها الأمانة مهما كبرت أو ثقلت تبقى في عنق الرجال الرجال ، سليل آل البيت الطاهرين الكرام ، أعز قبيلة وعشيرا أحفاد عبد المطلب وحمزة وعلي والمصطفى المختار . فقد أعلنت أعلنت الحكومة الأردنية أنه وبتوجيهات من لدن صاحب الجلالة أنها ستسلم العراق 2466 قطعة أثرية كانت قد سرقت من المتاحف والمواقع الأثرية العراقية خلال الأعوام الماضية وتمت مصادرتها من قبل نشامى ورجال وسواعد دائرة الجمارك والأجهزة الأمنية الأردنية أثناء محاولات لتهريبها عبر الأردن ، وأنه سيتم تسليم هذه القطع الأثرية الهامة لوزير الدولة العراقي للسياحة والآثار محمد عباس العريبي .
أن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في حماية التراث التاريخي العراقي الذي يشكل جزءا هاما من الإرث والتراث الحضاري الإنساني ومنبعا أساسيا من منابع حضارات العالم ، يشكل شاهداً عظيماً على عمق الانتماء الأردني لمحيطه العربي ، وبالتأكيد فان بالعراق من الخيريين ما يقدروون للأردن تلك الوقفة العربية في حماية تاريخ أمه وشعب عظيم رسم منذ غابر الأزمان ملامح الحاضر والمستقبل ، ولو قدر لكلمة الحق أن تنطق ولو قدر لكل قطعة أثريه ستعاد ان تنطق بالحق لقالت ، أن ما قام به الأردن وقيادته في هذا الشأن لا يقدر بثمن ، ولست مبالغاً إذ قلت لو أن كل أحتياجات الأردن من النفط لو قدمها العراق مجاناً مقابل هذا الوفاء والأنتماء ، لا تكفي والله لا أكون مبالغاً ، فبرميل النفط ينتج محله الف ، ولكن فخارة أو مصكوكة أو مخطوطات تسرق وتدمر لا تعود ، فهاهي التوجيهات الملكية السامية بضرورة تقديم كل ما من شأنه رفعة شأن العراق العظيم وشعبه الحبيب ودعم مؤسساته الوطنية .
أن تسليم هذه الآثار من قبل الأردن وأعادتها للعراق يشكل نقطة هامة لحفظ وصيانة تاريخ العراق ومصدر فخره الوطني كواحد من أهم بدايات النشاط الحضاري و الأنساني وحفاظاً للهوية الثقافية والحضارية والتاريخية للعراق الشقيق من خلال تصدي الأردن لكل محاولات التهريب عبر الحدود ، فتلك أمانة المسئولية وعمق الأنتماء أيها العراقيون الأحبه .
aymanhyasat@yahoo.com