كتب:ايهاب قعدان
وصلت المنزل فى ساعه متأخرة مع وقت دخول العاصفة الثلجية سماء بلاد الشام ,فهي هدي ورحمة للناس ,وزينه فصل الشتاء .. ,
لم أكن على إطلاع بتفاصيل الأحوال الجوية ,فلا يوجد لدي فرق بين الصيف والخريف فهي مواسم وايام ضمن الفصول الاخري .
تابعت اخبار الساعه مع النشره الرياضية .., وبدأ التشويش على شاشة التلفاز , ولااقصد برنامج "تشويش واضح" الذي يعرض علي احدى القنواات الفضائية , بل المقصود ضعف اشارة البث.
*بدات الأشجار الترحيب بالضيف الزائر والقادم من جميع الإتجاهات وصمودها بوجه الريح بصعوبه لأتذكر جملة " والله وتلولحي ياداليه" ..
*بدأت بفقدان بعض القنوات نتيجة مرور الهواء بجانب اللاقط مرور الكرام وبسرعه وصلت ل 100 كم /ساعه ..
واستمر السقوط وانقطاع البث قناه تلو الاخري, حتي وصل عدد القنوات المشاهده عدد محدود ك أصابع اليد الواحده..
وبحكم الظرف تابعت قناة الاطفال ,لعدم وجود قنوات اخري بديله, و لكن لم استمر فى ذلك, لأنتهاء العرض التلفزيوني.. الآن لا اشاره ولاصوت ولاصوره , فالتلفاز اصبح مثله كمثل البرواز لايصلح الا كمنظر أو قطعه اثريه تالفه .
*انتقلت للاستمتاع بحرارة المدفاه الكهربائيه ..محاولا استعادة الشعور بالهدوء والرومانسيه , حتي قطعت الرياح التيار الكهربائي , لأجد نفسي في ظلام حالك, لاأري إلا عبر النافذه اضواء الشوارع دون كائنات تذكر .
*توجهت على الفور للهاتف الخلوي للاستمتاع بالضوء الخافت , والإطلاع على اخر مستجدات عالم الانترنت , وتعليقات المواطن لمايجري .، ولسوء الحظ لم انتهي من القراءه لضعف اضاءة الجهاز .. كاعلان عن قرب انتهاء فترة شحن البطاريه , لأصبح انا والهوا والعاصفه والعذاب ..
* لم ابالي بما يجري فزحفت للنوم , لأنه الحل الوحيد ولايحتاج إلا لمخده ناعمة الملمس ولحاف دافيء الأركان ، وكان الله فى السر عليم..
* لم تلبث فتره بسيطه حتي بدأت العاصفه تضرب الحواس الخمس , فالقت برمالها بين السماء والارض, ليصل الغبار للانف والعين, جعلتني غير قادر علي التنفس والنظر , مع الصفير المستمر قد يكون للتحذير أو مغازلة الهواء لشبابيك المنزل..مع دق طبول البرق والرعد لأفقد طعم النوم ..
*ولكن اصراري الشديد وعزمي المنهك جعلني أستمر فى تحقيق هدف النوم والدخول فى عالم الرؤي والأحلام ولكن عودة التيار الكهربائي والاعلان عن دخول وقت صلاة الفجر جعلني مستيقظ حتي الصباح.
*واستمرت الأوضاع بالسوء حتي ذهبت للعمل مع بداية هطول المطر , لتشتد اثناء الظهيره , ولكن لم يسمح لي جنون البرد والثلج ادراك الوقت والرجوع , حتي اصبحت الطريق مسرح للرقص واختراق الإشارات الضوئية ..
فهذا يوم لاينفع فيه كوابح ولا انضباط, فلا أعلم من يقود المركبه ؟؟. ف الشارع ساحه تزلج , والسماء منهله والارض مبتله .
*واستمر تاثير المنخفض والابداع فى رسم طبيعة جديده, فهناك شوارع نظيفه كالزجاج الأملس وتعطيل للعمل والإنجاز , مع اخبار تتحدث عن شدة البرد وسقوط كبار السن والولدان فى قبضة الانجماد
*لم تستمر الحاله الجويه السيئه الابتدخل عظمة الخالق ورحمته للبشر , فقد أمر جنده بالانحسار والتخفيف عن عباده ..وتكليف الشمس باصلاح ماافسده الاخرون .
*فلولا دعوات عباد الله الصالحين بان يحفهم برحمته وفضله ...لكانت سقيا عذاب .
اللهم لاتجعلنا ممن قلت فيهم "إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر"