«صلاة الى العام الجديد» قصيدة في ديوان فدوى طوقان (أعطنا حبا) الذي صدر في طبعته الخامسة عام 1982 عن دار العودة في بيروت، وما زلت اعتبره احدى الدرر التي تزين مكتبتي المتواضعة. هذه القصيدة كتبتها فدوى في أول كانون الثاني/يناير عام 1958، وفيها تصلي للعام الجديد :
«في يدينا لك أشواق جديدة
في مآقينا تسابيح، وألحان فريدة
سوف نزجيها قرابين غناء في يديك
يا مطلا أملا عذب الورود
يا غنيا بالأماني والوعود
ما الذي تحمله من أجلنا؟ ماذا لديك!
أعطنا حبا، فبالحب كنوز الخير فينا
تتفجر
وأغانينا ستخضر على الحب وتزهر
وستنهل عطاء
وثراء
وخصوبة.
أعطنا حبا فنبني العالم المنهار فينا
من جديد
ونعيد
فرحة الخصب لدنيانا الجديبة...
أعطنا أجنحة نفتح بها افق الصعود
ننطلق من كهفنا المحصور من عزلة-
جدران الحديد
أعطنا نورا يشق الظلمات المدلهمة
وعلى دفق سناه
ندفع الخطو الى ذروة قمة
نجتني منها انتصارات الحياة».
من تقاليد اسرتي الصغيرة، وحين كان البيت مضيئا بابناء تفرق بعضهم في أصقاع الدنيا الواسعة، كان يتناول أحدنا ديوان فدوى في سهرة عيد رأس السنة، ويقرأ لنا صلاتها للعام الجديد بصوت الحياة البريء القوي.
كانت الشاعرة فدوى صديقة والدنا رحمهما الله، وكانت تزورنا في المنزل حين تحضر من نابلس الصامدة الى عمان، والتقيت بها آخر مرة حين جاءت الى جامعة اليرموك لحضور مناقشة رسالة كتبها أحد الطلبة في شعرها. كنت وقتها في قسم الصحافة والاعلام، رئيسا له، عام 1991، فذهبت للسلام عليها، وتحدثت معها قليلا..وكانت كعادتها سيدة البهاء.
افتتحت ديوانها هذا ،(أعطنا حبا) ، بقصيدة عنوانها (1957) شيعت فيها تلك السنة بكلمات يرددها كل واحد منا مودعا العام الماضي الحزين (2015).. فتقول فيه كأنها تعايش أوجاعنا وتلامس الآمنا الحالية:
«أنتهينا منه، شيعناه، لم نأسف عليه
وحمدنا ظله حين توارى
دون رجعة
لم نصعّد زفرة خلف خطاه
لم نرق بين يديه
دمعة، او بعض دمعة،
بعد ان جرعنا من كأسه المر الحقود
بع ان أوسعنا لؤما وغدرا
وجحود
غاب عنا وجهه الممقوت، لا عاد لنا
كان شريرا، أمات الشعر فينا
والمنى».
مع فدوى نتوجه للسماء وكلنا رجاء ان تمتلئ حياتنا بالحب والعطاء.
الرأي