على مهلك يا وقت ...مهلك يا وقت
اليوم الخميس ..نهاية أسبوع..ونهاية شهر..ونهاية عام 2015...
وبعد أقل من اربعة ساعات سوف نودع عاماً مضى بأفراحه وأتراحه ونستقبل عاماً جديداً لا نعرف ماذا يخبئ لنا من مناسابات وكلنا أمل بالله بأن يكون خيراً على الامتين العربية والاسلامية .
ونسأل الله أن يكون فيه القليل من الأحزان والدمار والخراب،، وأن يجعله عام أمن وأمان للعالم.. ملئ بالحب والسعاده والخير والبركات.. ربنا بارك في اعمارنا وصحتنا وعافيتنا وذريتنا ربنا اغفرلنا ولجميع المسلمين والمسلمات كل مامضى.. وكل ماهو ات .. ربنا نحمدك ونشكر علئ كل النعم حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه...
لقد مضى عام بما يحمل من الشوق والأماني والآلام والحروب والدمار انتهى وسوف يقبل علينا عام جديداً يهدينا المحبه والامل اسأل الله بأن يكون فيه لي لكم السعاده والعافيه وان يديم عليكم الخير وان يعود الأمن والامان والسلام الى امتنا ألعربيه والاسلاميه وان يعم فيه الخير للشعوب المنكوبه ..
ولنحمد الله ونشكره حمداً طيباً كثيراً الذي بنعمه تتم الصالحات، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، يشدونا الأمل والدعاء لله أن يجعل العام الجديد الذي نستعد للإحتفال بقدومه هذه الليلة عام خير وسلام على أردننا الغالي وعلى أمتنا العربية والإسلامية وعلى كافة شركائنا في هذا الكوكب، وأن يعود البشر إلى إنسانيتهم التي فطرهم الله عليها وأن يحقق أمانينا بالمحبة والعدل والسلام ،
بالأمس كنا نقول” تبقى على نهاية عام 2015 ثلاث أشهر، ثم بالأمس صرنا نقول بقي أسبوع , وها نحن اليوم نقول مرت الاشهر والاسابيع والايام والساعات ولم يبقي ما يفرقنا عن العام الجديد إلا اربعة سويعات . ما أسرعك من أيام تمرّ ولا نشعر بها.
لحظة تدبّر مع نفسي جعلتني أتامل قليلاً سرعة الحياة وسرعة الأيام وكيف أننا نخاف من المستقبل والمستقبل يمضي دون توقف وبسرعة بالكاد نتداركها، تجعل البعض منا يفكر كيف سيكون حاله غداً والبعض الآخر منشغل بملذات الحياة محاولاً أن يستفيد من جميع لحظاتها دون أن يضيع لحظة واحدة من وقته.
ترى هل الجميع يشعرون بسرعة الوقت أم فقط من زادت عليهم مشاغل والتزامات الحياة؟ سؤال راودني كثيراً فسألت الكثيرين عنه ومن مستويات معيشية مختلفة، فربما الغني يشعر بالوقت عكس الفقير، ولكن الأجوبة كلها كانت متشابهة (نعم الأيام تمضي سريعاً دون أن نشعر بها)! فاتجهت إلى معيار آخر، وهو الفئة العمرية فسألت عدة أشخاص؛ ومنهم صغار لم يفهموا معنى سؤالي، ولكن رغبت أن أسمع إجابتهم لأنني توقعت أننا في الماضي وبالتحديد عندما كنا صغارا كنا نشعر بأن الوقت والأيام تمضي ببطء لأن أمانينا كانت محدودة ولا تتعدى التخرج من المدرسة، الحصول على رخصة السواقة وبالطبع همنا الأكبر هو أن نكبر.
الغريب أنني لم أجد لأسئلتي أجوبة فما زلت أتساءل دائماً هل عجلة الحياة تمضي هكذا وكلما كبرنا تسارعت الأيام أم هي علامة من علامات يوم القيامة؟
انتابني هدوء مخيف وصمت طويل بعد عبارة (علامات يوم القيامة) لم يقطعه سوى سؤال جديد: ماذا أعددت لهذا اليوم؟ هل الحياة فعلاً أشغلتنا عن التفكير بهذا اليوم؟ أنظر لمن حولي لأمي وأخواتي هم مازالوا حولي هل سأخسر أحداً منهم غداً؟ اليوم؟ بعد ساعة؟ في هذه اللحظة؟ لقد اشغلتنا الحياة وبدأت سرعة الأيام والحياة تنخر في أعمارنا لكننا للأسف لانشعر بذلك.
تتغير الحياة وتتغير الناس وتتغير العادات وتتغير التقاليد، حتى النفوس تتغير فمن كان أخاً بالأمس أصبح عدواً اليوم، كلٌّ يتنافس للظفر بمصلحته ولو كانت من خلال الطعن في ظهر أخيه. ومن سرعة الأيام، أصبحنا نشعر بالأحداث في هذا العالم تمر بنا الواحدة تلو الأخرى كأنها لحظات، لكنها في الواقع تدور على مدار شهور وسنين بينما تسارع الأيام يشعرنا أنها متتالية.
أعزائئ، دعونا نتوقف لبرهة مع أنفسنا وننظر لما حولنا ولننظر لأعمارنا فإننا نكبر وتمضي بنا الحياة وسيأتي اليوم الذي سنكون فيه ربما ذكرى جميلة عند البعض يطلبون من الله الرحمة لنا إذا مررنا في بالهم وربما ينسانا غيرهم وتنتهي معرفتهم بنا بإنتهاء حياتنا، دعونا نعيش يومنا لنستعد فيه للغد، والغد ليس اليوم التالي ليومنا هذا، كلا، بل الحياة الأخرى بعد هذه الحياة، فالحياة هنا فانية ولو دامت لغيرنا لما افتقدنا واشتقنا للكثيرين ممَن أصبحنا بالكاد نتذكرهم مرة في العام.
وكل عام والاردن وملك الاردن والشعب الاردني بألف خير ..