بين الزائدة والمرارة تخضع طفلة لعملية جراحية ثانية خلال اسبوع ، ففي الاولى اشتبه الطبيب بالزائدة فأزالها، ليكتشف طبيب آخر أن ما جرى كان خاطئا، فقرر إزالة المرارة في عملية أخرى.
ويرقد زميل على سرير الشفاء، بسبب التهاب رئوي تحول الى حاد بعد عشرة أيام من مراجعة الاطباء وتناول عشرات الانواع من الادوية الموصوفة دون فائدة.
السمعة الطبية والكفاءة لا تعني عدم وجود اخطاء في التشخيص، ولكن بعضها يؤشر الى قلة الخبرة وتواضع المستوى ، وهذا في عرف الطب يجب أن يكون من المحرمات، لان الثمن حياة انسان.
كما ان ربط الطب بالتحصيل المالي فيه تعد على الانسانية، وحقوق المريض، فاستعجال الطبيب كما المستشفى للكشف على أكبر عدد من المرضى في أقصر وقت، يدفع الى كثرة الاخطاء التي اصبحت حديث الناس.
وصل الامر بالبعض - وهذا مرفوض قطعا - بتبرير الاعتداءات على الكادر الطبي احيانا، فقد قيل ان مريضا يشكو من ضيق في الصدر، فراجع المستشفى ليشخص طبيب الطوارئ بان الحالة لا تستدعي أي اجراء، وما هي الا دقائق حتى فارق المريض الحياة.
احيانا يكشف الاطباء اسرار بعضهم، من أدوية واجراءات لا ضرورة لها، كصور اشعة تطلب لامراة لا تنجب، وتكون لحالة لديها اطفال، وتحليلات تصل لالاف الدنانير.
في النهاية يجب ان يصادق على أي إجراء طبي من لجنة في المستشفى أو طبيب أعلى مرتبة، أو فريق طبي متخصص كما يجري في الخدمات الطبية الملكية أو المستشفيات الراقية.
أما ان نصر على «الطبطبة» على الاخطاء بحجة عدم النيل من السمعة الطبية، فهذا لا يجوز، لان الثمن حياة مواطن، ولا تبقى حجتنا ان خطأ الطبيب يدفنه التراب.
الرأي