قدم الأستاذ محمد حسنين هيكل وجبة أخرى من سلسلة حلقات برنامج (مصر أين ومصر إلى أين) بشكل مقابلات طويلة تجريها معه الإعلامية لميس الحديدي في فضائية CBC المصرية.
في كل اطلالة تلفزيونية لهيكل مجموعة من التصريحات والتلميحات تتعلق بأوضاع مصر الراهنة وتطلعاتها لاسترداد الدور العربي القيادي الذي كان لها.
يرى هيكل أن لمصر دوراً لم تعد تقوم به هو أن تكون موجودة عربياً بدور قيادي. وهو يبرر هذا الموقف بحالة عدم توازن بين كثرة سكان مصر وقلة مواردها. أي أنه يرى في التوجه القومي طريقاً لسد الثغرة الاقتصادية ، ولا بأس في ذلك لأن المواقف السياسية التي لا تبنى على المصالح لا قيمة لها.
يحتل الموضوع السوري موقعاً متقدماً في فكر هيكل ، فسوريا مفتاح المنطقة ، والبوابة التي يمكن العبور خلالها إلى قلب العالم العربي.
وفي هذا المجال يذكرنا هيكل بخيانة السادات لسوريا التي دخلت إلى جانب مصر في حرب 1973 ، ولكن مصر السادات تخلت عنها ، وقبلت وقف إطلاق النار مع إسرائيل دون إخطار الشريك السوري.
هيكل يؤكد أهمية سوريا عربياً وواجب مصر في دعمها ، ومن يقبل الاتصال مع إسرائيل لا يحق له أن يترفع عن الاتصال مع نظام الأسد. وبشكل عام يريد هيكل أن تتوجه مصر إلى الشعب السوري مباشرة.
هيكل متألم لأن العالم لم يعد يرى في مصر مركزاً لمقاومة الاستعمار ودعم حركات تحرر الشعوب (أيام عبد الناصر) بل ينظر إلى العرب باعتبارهم مجموعة بشرية مكونة من إرهابيين ورجعيين.
يقول هيكل على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شارون أن الأمن الحقيقي لإسرائيل تجاه الخطر العربي لا يكون باستعمال القوة فقط ، فهي تقدم حلولاً مؤقتة ، أما الأمن الحقيقي لإسرائيل فلا يكون إلا بوجود تناقضات تصل إلى حد العنف بين الدول العربية ، مما يؤدي إلى التخلي عن العداء لإسرائيل كأولوية. أي أن الواقع العربي الراهن نموذجي بالنسبة لأمن إسرائيل دون أن يكون معنى ذلك بالضرورة أن إسرائيل أسهمت في ايصال العرب إلى هذا الواقع البائس.
في النظر إلى المستقبل القريب (2016) طالب هيكل القيادة المصرية بتقديم رؤية للمستقبل العربي ، وخارطة أمل للشعب المصري.
الرأي