facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عدنان أبو عودة وحديث في العمق


عمر كلاب
30-12-2015 02:13 AM

عادة يهرب رجال السياسية من الاجابة المباشرة على الاسئلة والتساؤلات المطروحة وخصوصا اذا كانت تلك الاسئلة متعلقة بالشأن المحلي، فكيف اذا كانت تلك الاسئلة اشكالية واجاباتها تخالف السائد الرسمي؟

حينها يجتهد السياسي في استحضار كل المصطلحات الضبابية او ما تيسر من اكسسوارات الزينة ومساحيق التجميل، و لذلك يلجأ الساسة بالعادة الى التحوط بجمل ديبلوماسية واجابات سياحية اكثر منها سياسية، امس خالف السياسي العتيق والمخضرم عدنان ابو عودة المألوف وهو يجيب بسرعة ووقار عن اسئلة مطروحة على المائدة المحلية وخاصة تلك التي تتعلق بمستقبل الدولة وشكل تحالف وتآلف طبقة الحكم.

المستقبل مربوط بغربي النهر او بمقدار التحوط لما يُحاك من الطرف الاسرائيلي على وجه الحصر والذي رسم ملامحه الرجل بخيارات ثلاثة اولها ان تنجح اسرائيل في اخضاع الضفة الغربية لسيادتها بالكامل وفق نظرية الثآليل التي طرحها ببراعة وهي تقول "ان الثقافة الشعبية كانت تعالج الزوائد اللحمية او الثآليل بتحويطها بخيط يبدأ بالتضييق على الثألول حتى ينقطع، وهذا ما تفعله اسرائيل بمناطق الضفة التي تعتبرها اسرائيل ثأليل تقوم بتحويطها بالمستعمرات الاستيطانية حتى تسقط تلك المناطق استراتيجيا في الحضن الاسرائيلي ويصبح سكانها رعايا داخل الدولة اليهودية.

الشطر الثاني من المعادلة الثألولية ان تنجح اسرائيل من خلال التحويط والحصار في انتاج فدرالية غير مسبوقة في الكون بين الاردن والضفة الغربية حيث يرتبط السكان بالاردن اداريا وسياسيا دون ارتباط جغرافي فتكون الارض للكيان الاسرائيلي والرعايا اردنيين على الارض الاسرائيلية، اما الحلم الاوسع والسعي الابرز للكيان الاسرائيلي فهو ترحيل السكان الفلسطينيين الى الاردن او الى غزة التي يراها الدولة الفلسطينية المستقبلية فقط ، عاقدا الرجل مقارنة بين قطاع غزة وسنغافورة التي نجحت ان تكون دولة ناجحة على بقعة جغرافية اصغر من بقعة غزة واكثر تعدادا للسكان ولا يستبعد ان تُضاف الى مساحة غزة اجزاء من سيناء.

هذه المخاطر المستقبلية الخارجية على الدولة وهي اول المخاطر في سلم التراتبية فهو يعتقد ان داعش وماعش على حد وصفه انفجار داخلي عربي ناجم عن غياب العدالة والغاء التعددية السياسية وكل تلك الاسباب افرزت احباطا لدى جيل الشباب ، فكانت تلك التنظيمات الظلامية هي التعبير عن الاحباط وهي نفسها فرصة العمل والزواج وتفريغ الغضب فهي نتيجة وليست سببا حسب تحليله الذي يمتلك رصيدا من المعقولية المبنية على خبرة تراكمية لرجل قضى ستين عاما في اجهزة الدولة ومواقعها المختلفة وقضى حقبة في الجامعات ومراكز الدراسات العالمية المهمة والمؤثرة.

غياب الاستراتيجية الوطنية هي الخطر الثاني على الدولة بعد خطر تزاوج السلطة مع الثروة او تقاطع المصالح في المناصب، فقد شهد الاردن كما الاقليم موجة من التزاوج بين المصلحة والمنصب ارهقت المواطن والدولة على درجة واحدة، وهذا الوضع امثلة ليس في الاردن فقط بل ايضا في المطقة العربية كما يقول الرجل وهذا ما افضى الى انحدار الثقة في الحكومات وبداية تراجع المواطن عن المشاركة السياسية وهو الذي بدأ يفرز اعراضا انسحابية من المواطنين حيال دولتهم.

اجابات الرجل الواضحة دون اكسسوار او مساحيق تجميل لا يمكن تفسيرها على محمل الغضب او البحث عن دور فهو في مرحلة عمرية تجاوزت الطموح السياسي وتاريخه حافل بمناصب تفيض عن حاجته ولكنها اجابات تستحق معاينة ومتابعة بوصفها خلاصة عقل نما وتطور في حاضنة الدولة وعبر مفاصل تاريخية تتطلب مهارة استثنائية من طبقة الحكم وربما نحن نعيشها الآن.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :