إذا أردنا أن نفتح نافذة نطل منها على العام 2016، فماذا نحب أن نرى ؟ الجواب سيكون نوعا من الأماني، وإلا لكان السؤال ماذا يمكن أن نرى ؟ !
النافذة أردنية بالطبع، والأردن يعيش الزمان والمكان حيث تحيط به الأزمات من كل جانب، بعضها على حدوده، والأخرى في إقليمه الشرق أوسطي، وبقيتها أزمات عالمية، وصراعات بين القوى العظمى، واضطرابات في أسواق النفط والمال والتجارة العامة، والماء والغذاء وغيرها.
وقبل أن نطل من تلك النافذة، لابد أن نعرف ما هو الوصف الدقيق لحالة الأردن عندما يجد نفسه مستنفرا من الناحية العسكرية لحماية حدوده المكشوفة مع الجانب الآخر، وحين يتطلب الأمر الواقع الإقليمي، وخاصة المخاطر الناجمة عن المخططات الإرهابية، أعلى درجات التأهب الأمني، وإن لم يكن ظاهرا للعيان !
وتلك كلفة يصعب علينا أن نحسبها على مبدأ حجم الإنفاق المباشر، كما هو الحال أيضا بالنسبة لكلفة استضافة اللاجئين السوريين، فإذا قال أحدهم إن الأردن في حالة حرب، فهذا قريب من الحقيقة، وإذا قال آخر إنه في حالة اختبار للقوة والقدرة، فهذا أقرب إلى الحقيقة !
الذين ينظرون إلينا من نافذتهم يرون أن الأردن تمكن من تجاوز الكثير من الأزمات والمخاطر والتعقيدات، وأنه أثبت قوته وقدرته، بل إن المؤشرات الاقتصادية التي تضمنها تقرير آفاق الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا، وتقرير صندوق النقد الدولي، وتقرير مجموعة بنك قطر الوطني قد أجمعت على أن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة سيواصل نموه خلال العام 2016، بنسبة تزيد عن 3,7 بالمئة، وذلك يعني أن الدولة التي تتعامل مع هذا القدر الهائل من الأزمات، تحرز تقدما معقولا في اقتصادها الوطني.
تلك التقارير تشير إلى أن سبب التحسن في الاقتصاد الأردني، يعود إلى نضوج بعض ثمار الإصلاحات الاقتصادية، وتزايد أنشطة البناء، وصادرات التعدين، وانخفاض أسعار الطاقة، وطبعا هناك عوامل أخرى، نعرفها جيدا، أهمها من وجهة نظري رؤية جلالة الملك الذي أثبت أنه يرى بوضوح عندما ينظر عبر النافذة.
"الراي"
www.yacoubnasereddin.com