البرك الزراعية تصطاد الأطفال في الأغوار
28-12-2015 11:44 AM
عمون - محمد الخوالدة - زهاء (15) شخصا جلهم اطفال ذهبوا منذ بداية العام الحالي ضحايا للبرك الزراعية في منطقة الاغوار الاردنية، اكثر من نصفهم ووفق احصاءات رسمية قضى في برك اغوار الكرك التي تضم مزارعها ما يزيد على الف و(500) بركة زراعية (90) بالمائة منها غير مسيّجة او محمية بما يمنع اقتراب الاشخاص وخاصة الاطفال منها بالنظر لعفوية هؤلاء الاطفال وعدم قدرتهم على ادراك المخاطر المترتبة على اقترابهم من تلك البرك التي تصطاد الكبار ايضا.
المتابع للحالة التي عليها البرك الزراعية في اغوار الكرك يلاحظ بدائية تصميم اكثرها وعمقها واتساعها، كما يلاحظ ان البطانة البلاستيكية تغطي حوافها المائلة باتجاه داخل البركة ما يعني سهولة الانزلاق في البركة بمجرد ملامسة الاقدام لتلك الحواف، يضاف الى ذلك ان بعض البرك تقع في مناطق بعيدة عن الانظار ما يعني ان اياما قد تمر دون الوصول الى من يسقطون فيها، تماما كما حصل في حالة الطفلين احمد العشيبات وعبد الرحمن العشوش اللذين اختفيا لمدة خمسة ايام دون العثور عليهما رغم عمليات البحث الواسعة التي قامت بها الجهات المختصة الى ان تصادف مرور احدهم يوم امس الاحد بالقرب من البركة المشؤومة ليرى جثتي الطفلين طافيتين على وجه الماء.
في ظل هذا الواقع، السؤال من ينبغي ان يتحمل مسؤولية الارواح التي تزههقها البرك الزراعية، هل هو مالك البركة ام الجهات الرسمية المعنية التي يفترض فيها وبعد توالي حلقات مسلسل الرعب الذي مسرحه البرك الزراعية ان تلزم اصحاب البرك اياها بتسييج بركهم واتخاذ ما يلزم من احتياطات تحول دون اقتراب من لا يفهمون طبيعة مخاطرها منها، وان تأخر صاحب البركة في تنفيذ المطلوب منه فمن السهل وقانونيا اتمام العمل المطلوب من قبل الجهات الرسمية المختصة على نفقته الخاصة.
منذ فترة طويلة كانت "عمون" قد تابعت موضوع البرك الزراعية في اغوار الكرك وحذرت من المخاطر المترتبة على بقائها دون حماية، ولهذه الغاية تواصلت "عمون" حينها مع الحاكم الاداري في المنطقة ومع الدفاع المدني وسلطة وادي الاردن ووزارة الزراعة فكان وعد هذه الجهات القاطع بان الامر سيعالج، لكن مرت السنون ومع كل سنة المزيد من الضحايا ومازال الحال هو الحال، ليطرح السؤال نفسه الان وبالحاح الى متى؟