لا معنى لهذه اللغة الاعتذارية، كلما عنّ لمسؤول سوري ان يتمسح بنا في الكلام عن «تسرب الإرهابيين من الأردن»، فنحن اولاً لسنا مكلفين بحماية الحدود السورية بعد أن تنازل النظام عن حمايتها، وافرغها من اي وجود عسكري سيادي، وكل قارئ بسيط للصحف يعرف حجم المتسللين امام المحاكم الاردنية. ويعرف العشرات من الذين لم يمتثلوا لقواعد الاشتباك.. فتم قتلهم.
ولا معنى لهذه اللغة الرجراجة في تفسير التكليف الدولي للاردن لتجميع المعلومات عن منظمات الارهاب العاملة في سوريا. فالأميركان والروس والاوروبيون يثقون بنزاهة الحكم الاردني.
والقضية ليست قضية عقائدية في الفرز بين الارهابي والثائر. فكل مجموعة تتدخل في الشأن السوري هي جماعة إرهابية، فمهما كانت مسمياتها، وكل مجموعة تقتل السوريين باسم المذهب او الدين او الرأي السياسي هي مجموعة إرهابية. ولا احد على رأسه ريشة. والاردن يعلن كل يوم انه في حرب على الارهاب. وانه لا ارهابَ مشروعاً او غير مشروع.
إن تصريحات الوزير المعلم هي حالة معروفة، لكل نظام سياسي يعاني العزلة، وهو حين تدعوه بكين لزيارتها، فانه يتصوّر انه عاد.. وزير خارجية، وأن النظام الذي يمثله ما يزال موجوداً، وأنه يستطيع ان يعضَّ الاردن مثلا لانه لا يستطيع ذلك مع الاميركان او الانكليز، وليس على المسؤول الاردني إلا ان يتعامل مع هكذا تصريحات بالازدراء اللائق، فلا احد يستمع الى الفاشلين.
لقد تميّز النظام السوري بقدرته على القمع ووضع الناس في السجون دون محاكمة لعشرات السنين، وقتل الآلاف وخنق خبر قتلهم لسنوات كما جرى في حماة وسجن تدمر، لكن هذا النظام فشل حتى في القمع والسجن والقتل والارهاب، وصارت سوريا، بفضله العميم، مغناطيساً يستقطب كل قتلة الارض، وكل المتاجرين بالدين، والعنصرية، ومبتزيّ الخطف، والتجارة بالإماء والعبيد واسواق النخاسة، وقطع الرؤوس.
وتميز النظام السوري بانه كان القادر دائماً على التنصل من كل شيء، وكان أحد غيره حكم سوريا مدة نصف قرن، وكأن النظام كان المتفرج البريء على تسلل الآف الارهابيين من كل اقطار الأرض.. او كان لا علاقة له باستقدام محاربي المذاهب الدينية من المدافعين عن القبور المقدسة، بديلاً للدفاع عن الوطن وابنائه الاحياء.. فما هي مقاومة حزب الله الآن، او جماعة ابي الفضل العباس، او عصائب الحق سوى مقاومة وتقتيل كل المطالبين بحرية سوريا من السوريين؟
هناك إرهاب الدولة، وارهاب الجماعات المسلحة بالتعصب الديني والطائفي، وارهاب المرتزقة الذين يترزقون بالمال السحت، والارهاب هو الارهاب يتساوى فيه النظام السوري وحكومة نتنياهو، والحرس الثوري الايراني.. وكل التنظيمات التي تفرّخ كل يوم.. حتى صارت بهذا العدد الهائل على ارض سوريا!.
الأعور أعور ولا معنى لاستعمال كلمة العين الكريمة للاشارة اليه، علماً ان الأعور ليس صفة من صفات السوء.
الراي