تحالفات جديدة بالمنطقة .. وإسرائيل الحلقة الأقوى !
رجا طلب
28-12-2015 02:16 AM
مع بدء «الربيع العربي» نهاية عام 2010 في تونس وانتقال « العدوى» بعد ذلك لمصر وليبيا واليمن وسوريا ، بدأت ترتسم خارطة جديدة للتحالفات كان من ابرز ملامحها تفكك تحالف محور «الممانعة والمقاومة» الذي كان يضم علاوة على سوريا وإيران تركيا وقطر ، وانقسم هذا المحور الي محورين متعارضين تماما بسبب «الثورة في سوريا» الاول التحالف الايراني - السوري والثاني التركي - القطري .
وبسبب الثورة ضد نظام مبارك ابتعدت قطر مسافات كبيرة عن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي التي لم تكن ترغب بدعم ثوار ميدان التحرير ، والتي لم تكن ترغب لاحقا بتولي الاخوان المسلمين الحكم ، وساندت اسقاط نظام مرسي صيف 2013 ودعمت اقامة نظام السيسي ، فشكلت تلك المحطات خلال الفترة من بداية 2011 حتى صيف 2013 مرحلة حرجة لم يسبق ان مرت فيها العلاقات الخليجية البينية بهذه الدرجة من التوتر والاضطراب بسبب الموقف من الاخوان المسلمين ليس في مصر فحسب بل في عموم المنطقة .
وبعد عام من عمر الثورة ضد نظام بشار الاسد سقط تحالف اخر كان مبنيا في الاساس على خلفية محور «المقاومة والممانعة» الا وهو التحالف الذي كان بين سوريا وايران مع حركة حماس ، حيث اغلقت الحركة مكاتبها في دمشق وغادر جزء من قياداتها الى اسطنبول ومن ابرزهم صالح العاروري ، فيما غادر مشعل وبقية المكتب السياسي الى الدوحة .
قبل الربيع العربي بعام تقريبا توتر تحالف اخر وتفكك بصورة دراماتيكية ودخل موتا سريريا الا وهو التحالف التركي - الاسرائيلي بسبب غزة وحماس ، وكان الهجوم الاسرائيلي على باخرة « مافي مرمرة « وقتل عدد من ركابها واعتقال اعداد اخرى منهم» قد خرق بشكل مؤذ منظومة العلاقات بين انقرة وتل ابيب .
وخلال الشهر ونصف الشهر الماضيين ، وقعت عدة احداث ساهمت في اعادة تشكيل جزء من الخارطة السابقة ومن ابرز تلك الاحداث والتطورات ما يلي :
اولا : التدخل الروسي بكامل ثقله العسكري في سوريا ، وهو امر سبب قلقا واضحا لكل من تركيا التي رأت فيه حماية اضافية لنظام الاسد بعد حمايته دبلوماسياً وسياسياً في مجلس الامن والمحافل الدولية منذ العام 2011 ، وايضا لايران ، التي بدأت تلمس منذ الايام الاولى للتدخل الروسي وتحديدا بعد استدعاء «بوتين لبشار الاسد» بمفرده في رحلة كانت مثيرة للجدل والاستغراب ان ضعف نظام بشار وعدم قدرة ميليشياتها على حسم الامور ميدانيا ، سوف يجعل من روسيا الحاكم الفعلي لسوريا وانها هي الاخرى لا تملك الا ان تكون تابعا للكرملين في كل الاحوال .
ثانيا : ترتب على التدخل الروسي المباشر والثقيل في سوريا حادثة اسقاط طائرة السوخوي من قبل «تركيا المتوترة » والتي كانت تعتقد ان الحادث يمكن ان يمر بجهد دبلوماسي مكثف ، الا انها اكتشفت لاحقا انها «تورطت مع العنيد بوتين» الذي اهان اردوغان ورفض استقبال مكالماته المتكررة ومقابلته ، فخسرت تركيا المجال الجوي السوري والنشاط الاستخباري فيها واصبح كل شيء لتركيا في سوريا هدفا لروسيا وتكاد العلاقات الان ان تكون في حالة عداء تام .
ثالثا : اغتيال سمير القنطار في الاسبوع الماضي من قبل اسرائيل اظهر تفاهما روسيا - اسرائيليا لا يمكن الا ان ينعكس سلبا على علاقات طهران بالنظام السوري بشكل او باخر .
ومن «رحم» تلك الاحداث تمت اعادة تحالفات و«تفاهمات» جديدة ومنها :
اولا : عودة الروح للعلاقة التركية - الاسرائيلية تعويضا لأنقرة بعد خسارتها الكبيرة للعلاقة مع موسكو وبخاصة على المستوى الاقتصادي .
ثانيا : تعزيز التفاهم الروسي الاسرائيلي بعد حادثة السوخوي وعلى الاصعدة كافة وبخاصة التعاون العسكري ضمن نظرية «لا تصادم في السماء» والتي كان ابرز نتائجها اغتيال القنطار هذا عدا عن التعاون الاقتصادي.
ثالثا : استشعار حماس «الاخوانية» ان انزلاق انقرة تجاه نتنياهو بدأ يحاصرها وهي اليوم تتجه الى طهران مرة اخرى ، والمعلومات تفيد ان حماس بزعامة مشعل اخذت من جديد دعما ايرانيا لتكون ضمن مشروع طهران الاقليمي.
وبالتدقيق البسيط في المشهد نرى ان اسرائيل هي المستفيد الاكبر من كل التناقضات ، فهل هي مصادفة ام نتاج تخطيط دقيق ؟
الراي