وزير الأوقاف في «قم» الإيرانية .. التصـريحات المتسـرعة
فارس الحباشنة
27-12-2015 02:50 PM
وزير الاوقاف هايل داوود يزور مدينة « قم» الايرانية، ويشيد بأسراف من هناك بالدور الديني للمدينة التي وصفها في تصريح صحفي :بأنها منارة علمية كبيرة للفكر الإسلامي وقاعدة للدين الإسلامي.
زيارة الوزير حقا كانت صدمة كبيرة، ولا يعرف ما هو وجه هذا التطبيع الديني مع الايرانيين ؟ وهل أن الزيارة جاءت استجابة لضغط سياسي أو شعبي ما ؟ وبخلاف كل ما معروف ومحسوم بأن المزاج الاردني العام يرفض أي أقتراب ديني من أيران. نعم، أن المنطقة تلتهب في الصراعات والحروب والانقسامات وولادات لتحالفات غريبة وهجينة، بيد أنه من الغريب والمستهجن أيضا أن يكون التطبيع الديني هو مفتاح للتقارب مع طهران، وتحديدا أن ما نطق به الوزير الاردني في مديحه لمدينة «قم « والذي يخالف ثوابت لأفكار وحقائق حضارية وتاريخية ودينية عروبية وأسلامية. حساسية الزيارة بلا شك تقترن بـ»البعد الديني التطبيعي»بشكل محض، ولا يخفى دون مواربة أن سياسة أيران في المنطقة من الصناع الرئيسيين للتطرف والارهاب الديني، وشريك في ولادة حروب طائفية، ويبدو ذلك واضحا وجليا مما يجري في العراق وسوريا واليمن. فايران تقود بالمنطقة تحت أكثر من مسمى سياسي وديني «طائفي « لحماية وتعزيز مصالحها ونفوذها العملاق، وسط غياب وتراخ بادوار دول عربية كبرى في المنطقة، حيث أن حضورها لم يعد يتوازن مع حجم الصراعات والنزاعات الملتهبة. من الممكن أن يذهب عقل الدولة الى توسيع وتنويع دوائر خياراته السياسية والدبلوماسية بالتعامل والتدبر من الصراعات والازمات والنزاعات الملتهبة بالمنطقة، ولكن بالطبع بعيدا عن التماهي أو الاقتراب من الحقل الديني. ولكي نرى ان ما يجرب الان في مسألة التطبيع الديني الذي يروج له وزير الاوقاف، يبتلع كل الخيارات والامكانات الاخرى المتاحة، ما يقودنا حقا الى التفكير بخوف وقلق شديدين لأعتبار ان هذا النوع من التقارب قد يفضي الى نتائج سياسية وخيمة على المدى البعيد. حدود الاسئلة حول زيارة وزير الاوقاف المفاجئة ومن دون أعلان مسبق لـ»قم «الايرانية تتسع، والبحث عن أجابات يبدو أنه يرتطم بتسرع الوزير بالمدح الحضاري والديني الذي أسهب بتقديمه لمدينة « قم «، وهذا الاسراف في المدح يزيد من حدة التوقعات بان العلاقة الاردنية -الايرانية مقبلة على سلسلة من الاستشرافات الجديدة من بوابة التطبيع الديني أولا. البحث عن تقارب ديني وفكري في أوقات الازمات والحروب هو من الخرافات السياسية، فكل الفرقاء بالصراعات المتفاعلة في المنطقة يسعون الى تأسيس أمبرياليات طائفية دينية، والكل يسدي بخياراته وما هو متاح وممكن لمليء أي فراغ قائم لتستقيم مصالحها ومساحات نفوذها.
"الدستور"