اثناءَ دخولِ المؤيدين الذين زاد عددهُم على العشرينَ الف اميركي الى قاعة الاحتفالات الكبرى في وسط ديترويت مساء الثلاثاء الماضي للاستماع الى المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية "باراك اوباما" .. رفض احدُ مساعدي اوباما السماحَ لفتاتين اميركيتين مسلمتين بالجلوس في المقعدين المخصصين لهما مسبقاً خلف الِمنصة المعدةِ لخطاب المرشح اوباما ..! خشية ظهورهما على شاشات التلفزيون مباشرة وراء المرشح اوباما، والسبب هو انهما ترتديان اللباس الشرعي الاسلامي "الحجاب".ادارةُ الحملةِ الانتخابية للمرشح الديمقراطي اتهمت احد متطوعيها الصغار بسوء التصرف والجهل وقدمت اعتذاراً مكتوباً موجهاً للفتاتين المسلمتين اللتين رفضتا الاعتذار وطالبتا بأعتذار رسمي من قبل المرشح اوباما شخصياً.
هبا عارف 25 سنة وشيماء عبد الفضيل 23 سنة خريجتا كلية الحقوق في جامعة ميشيغان في "اناربر" ، هما من شريحة الشبيبة الاميركية التي تطالبُ بالتغيير وترى في المرشح الديمقراطي باراك اوباما رمزاً لهذا التغيير، وأملاً في ان تستعيد الولاياتُ المتحدةُ الاميركية تحت قيادته دورها الايجابي على المستويين الداخلي والخارجي. غير ان دعم "هبا وشيماء" للمرشح اوباما لن يكون على حساب حريتهما الشخصية لذا طالبتا السناتور بالاعتذار شخصياً وشجب هستيريا الخوف من الاسلام التي ساهم هو نفسه في تأجيجها والتي تزداد حدتهُا في المجتمع الاميركي يوماً بعد يوم.
اوباما التقى مع قيادي الجالية العربية الاميركية في اليوم الثاني لزيارته لديترويت ، غير انه ركز في احاديثه معهم على برامجه المتعلقة بالانظمة الصحية والتعليمية والضريبية واعادة بناء الاقتصاد الاميركي وخلق فرص عمل جديدة في ميشيغن التي تعد من اكثر الولايات الاميركية تضرراً بعد تسريح مئات الالاف من العمال والموظفين ممن خسروا بيوتهم وممتلكاتهم بعد ان عجزوا عن تسديد القروض البنكية والعقارية المترتبة عليهم.
باراك التقى على انفراد باحد اهم الشخصيات الاميركية الاسلامية وهو الآمام عراقي الاصل حسن قزويني ، امام المركز الاسلامي الاميركي في ديترويت، غير ان موضوع حادثة التميز ضد الفتاتين المسلمتين "هبا وشيماء " لم تبحث اثناء هذه اللقاءات.
اللجنة العربية الاميركية لمكافحة التميز ADC بدورها وجهت رسالة للسناتور اوباما معربة عن اسفها العميق للسلوك العنصري غير السوي مطالبة السناتور بالاعتذار شخصياً كي لا تكون هذه الحادثة العنصرية تأكيداً لما يشاع من ان اوباما يرغب كلما تهيأت الفرصة في تذكير الناخبين الاميركين بأن لا علاقة البته لحملته الانتخابية بالاسلام والمسلمين.
باراك اوباما مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الاميركية يدعو الى التغير ويطالب في رسالته الموجهة لجميع الاميركين والتي تتمحور حولها حملته الانتخابية للوصول الى البيت الابيض بتحقيق المساواة والعدالة بين جميع الاميركيين بغض النظر عن دينهم وعرقهم وهيئاتهم الخارجية والوان بشرتهم.
حادثةُ التميز الصارخ تلك ضد هبا وشيماء لن تكون الاولى والاخيرة ، فالاشهر الخمسةُ القادمة الباقية من حملتهِ الانتخابية ستشهد الكثير من المفاجأت والتجاوزات و الحوادثَ التي ستذكرُ هذا السناتور الاسود المرشح لرئاسة اقوى دولة في العالم بأنه لن يسلم هو نفسهُ من التميز والعنصرية، وقد يقع ضحيةُ لتميز قد يكلفه منصب الرئاسة الذي يطمحُ للوصول اليه.
Williams@myacc.org