ضجت اسرائيل كلها بغضبة قوية ومستمرة لا مثيل لها ، بدأت الشهر الماضي وحتى الان ، وهذه الغضبة الاسرائيلية الجديدة المرة لم تأت من جانب الفلسطينيين الذين فاجأوها بانتفاضتهم الثالثة... وإنما من الاتحاد الاوروبي الذي أصر على ضرورة وضع ملصقات واضحة على منتجات المستوطنات سواء كانت هذه المنتجات الاسرائيلية زراعية او غذائية او مستحضرات للتجميل وغيرها...
ودافع الاتحاد الاوروبي عن قراره هذا والذي طالما اكد ويؤكد وباستمرار ومنذ 48 عاما وحتى الان رفضه للاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة الفلسطينيتين والجولان السوري عشية حرب حزيران العام 1967..فوق ذلك يطالب الاتحاد بتنفيذ قرار الامم المتحدة 242 الذي يؤكد على ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من جميع هذه الاراضي المحتلة ، وقد ادارت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ظهورها لهذا القرار منذ صدوره وحتى الان اضافة الى العديد من القرارات الاممية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية منذ الحرب العربية الاسرائيلية العام1948
قرار الاتحاد الاوروبي بهذا الشأن واضح لا لبس فيه فهو يقول: على المصدرين الاسرائيليين لاسواق دول الاتحاد الاوروبي الالتزام بوضع ملصقات صريحة وواضحة على السلع الاسرائيلية القادمة من المستوطنات..
الحكومة الاسرائيلية رفعت عقيرتها بالشكوى من قرارات الاتحاد الاوروبي هذه التي وصفها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنها قرارات تمييزية.. وضاغطة على الاقتصاد الاسرائيلي مما دفعه الى القيام باستدعاء سفير الاتحاد الاوروبي في تل ابيب لتقديم احتجاج شديد اللهجة اليه..مضيفا نتنياهو :يجب على الاتحاد الاوروبي ان يشعر بالخجل من قرارة هذا..!
وفي الصحافة الاسرائيلية..ندد نتنياهو بالقرار الاتحادي ووصفه بأنه ينطوي على نفاق وازدواجية في المعايير..كما ان الاتحاد لم يتخذ قرارات مماثلة في مئات النزاعات وفي انحاء مختلفة من العالم..مضيفا: يجب على الاتحاد الاوروبي ان يشعر بالخجل من فعلته هذه..!
وزاد الطين الاسرائيلي بلة،عندما لاقى قرار الاتحاد الاوروبي هذا ترحيبا كبيرا من كافة دول الاتحاد الاوروبي اضافة الى الترحيب الفلسطيني والعربي والكثير من دول وشعوب هذا العالم المترامي.
فوق ذلك..
لم تشارك واشنطن وعواصم اخرى كانت صديقة للعدو الاسرائيلي في الغضبة الاسرائيلية هذه والتي كانت وفي وقت قريب سابق تساند اسرائيل في كل صغيرة و كبيرة منذ قيامها العام 1948 ولكن الى حين كما يبدو...!