اهلية المراة كالرجل تماما
صالح العرموطي
26-12-2015 02:08 PM
كثر الحديث عن حقوق المرأة و دورها في المجتمع من خلال بعض المنظمات و إتفاقية سيداو التي من شأنها تدمير الأسرة و المجتمع و تعطيل أحكام الشريعة فإنه من الثابت في شرعنا أن أهلية المرأة كأهلية الرجل، و لها في مالها من الحقوق و الواجبات كما له في ماله لا فرق في ذلك بينهما و سببه أن الأصل في الشرع هو المساواة بين الجنسين حيث أن المساواة بين الجنسين تستند إلى آيات قرآنية و منها (والمؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر) و قوله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف و للرجال عليهن درجة) و هي درجة رئاسة الأسرة و الإنفاق بينما كانت الزوجة في الغرب إلى وقت غير بعيد فحتى سنة 1870 في انجلترا و في سنة 1938 في فرنسا لا تملك المرأة أهلية التصرف في مالها أو أهلية التعاقد إلا بإذن زوجها ولا تزال بعض الدول الأوربية تمارس هذا الأمر بينما كانت المرأة في البلاد الإسلامية تتمتع عرفا و عادة ووفقا للشريعة الإسلامية بأهلية تامة دون أن ينتقص الزوج منها شيئا فالمرأة تملك مالها بالإستقلال و يحق لها ما يحق للزوج في ماله من حق التصرف و التعاقد سواء أكانت متزوجة أم لم تكن لأن الزوج ليست له ولاية على أموالها.
و لنا في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم -صاحب الذكرى العطرة -مع زوجته السيدة خديجة التي كانت صاحبة مال و متاجرة و كذلك فإن للمرأة في الإسلام نشاط سياسي فعندما اشتد المشركين على المسلمين كانت الهجرة للرجال و النساء إلى أرض الحبشة كرقية ابنة النبي عليه السلام و أم سلمة بنت أبي أمية.
ونرى في تاريخنا الناصع كذلك أن لها حق المبايعة فقد بايعت النساء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كذلك كانت النساء تشارك في معارضة الحاكم كما حدث مع أسماء بنت أبي بكر الصديق في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي و المرأة التي عارضت الخليفة عمر بن الخطاب على موضوع المهر عنما قال:أصابت إمرأة و أخطأ عمر.
وكانت للمرأة تشارك في جميع الأنشطة السياسية من إبداء الرأي و حرية التعبير و كل ذلك ضمن الضوابط والأحكام الشرعية.
كما أن الإسلام فرض التعليم على المرأة ؛ و الإسلام أعطى المرأة الأهلية الكاملة و المستقلة لا تذوب بعد الزواج.
إن تاريخ الحضارة الإسلامية يزدحم بالأخبار التي توضح دور المرأة في الحياة الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية و التعليمية بينما الحضارة الحديثة تتاجر بالمرأة و تتخذها سلعة للدعاية و التسويق.
الإسلام اهتم بالمرأة باعتبارها أما و ابنة و أختا و زوجة فهذه عظمة الإسلام في احترامه انسانية الإنسان و تكريمه.
أذكر ذلك و أنا أستذكر روح الغالية حبيبة القلب و الوجدان و العقل و التي كانت سندي في هذه الحياة أخت الرجال و صاحبة الحب و الحنان و صاحبة الموقف و الكلمة المرحومة بإذن الله أمي الغالية و أستذكر مواقفها التي أعتز بها و أفخر ما بقي لي من الحياة أستذكر كل ذلك و أنا في هذا اليوم المبارك أزور قبرها .
علينا أن نعتز بديننا و عقيدتنا و تراثنا الذي يحارب اليوم من أبناء جلدتنا و الغرب و مؤسساته.