"الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين" هذا هو جواب الملك - المباشر – للتسريبات التي انطلقت من بعيد... من واشنطن ونيويورك في حمأة التنافس الانتخابي بين الجمهوريين والديمقراطيين للظفر بالصوت اليهودي.. لكن لماذا يغضب البعض من ردة الفعل الشعبية والبرلمانية وأيضا الملكية على ما تسرب مؤخرا من "تخرصات" اليمين الجديد في أميركا للبحث عن حلول للفلسطينيين على حساب الأردن؟؟
ثمة روائح غير مستحبة تنبعث من ثنايا تلك الردود الصحافية \"الباردة\" التي استرطبت أقوال كاغان وغيره.
للأسف فان تعاطي بعض الأصدقاء مع تلك الأقوال جاء في سياق فزعة لإسكات الصوت المناوئ لفكرة الوطن البديل ودفاعا عن فكرة جابوتنسكي في الخيار الأردني التي لا يزال \"الحالم \" شمعون بيريز يروج لها في كل أصقاع الأرض، وكأن هؤلاء درسوا السياسة على يدي الأستاذ بيريز .
لم يتعامل هؤلاء مع تلك التصريحات بوصفها بالونات اختبار لقياس ردود الفعل هنا في الأردن وبدلا من ذلك اخذ "البعض" في التذاكي والبحث عما يؤكد عدم إطلاق تلك التصريحات أصلا وكأنهم يخشون على سمعة "سماحة" السيد كاغان وسائر أصدقائه من اليمين المتصهين..
أريد أن افترض أن تلك التصريحات مفبركة ومنقولة لغاية "تعكير" صفو المنطقة، أليس يحتاج المقال والمقام إظهار مدى الالتزام بحق العودة من قبل كتاب هم في الواقع نخبة اللاجئين في الأردن؟
أليست هذه مناسبة للتوكيد على الحق الفلسطيني المقدس في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة أم أن فلسطين لم تعد تستأهل ان تكون وطنا لهؤلاء؟؟
للأسف فان كتاب اللجوء استرطبوا الحديث عن حق منقوص في الأردن دون ان ينبسوا ببنت شفة عن كل حقهم الضائع في فلسطين، وكتاب اللجوء هؤلاء استمتعوا بالجلوس بين كرسيين أو في المسافة بين وطنيتين.
إنهم يروجون الآن لاعتناق رؤيتين متكاملتين : في الأولى هم أردنيون منقصون يطالبون بتوسيع تمثيلهم البرلماني وفي "استكمال حقوقهم في "المواطنة" ، أما في الثانية فيتحدثون بلغة صربية عن "فلسطين الكبرى" التي قسمها وعد بلفور إلى ضفتين فلسطينيتين.
أتذكر ان شارون تحدث بلغة شبيهة حين قال هذه الضفة لنا وتلك أيضا لنا في إشارة إلى الأردن!
يترافق جهد هؤلاء مع جهود لمدرسة بغيضة تريد تدمير القيمة المضافة للدولة الأردنية التي بنيت في عقدي السبعينات والثمانينات ومعلوم ان رموز تلك النهضة الاقتصادية الأردنية تمثلت في بناء جامعات وصروح طبية وصناعات استخراجية والكثير من الخدمات التي ينعم بها الأردنيين الآن وتجاهد هذه المدرسة لبيع وخصخصة وتدمير كل ما يمثل الأردنيين من بنى وصروح، ألا يتقاطع رموز هذه المدرسة مع كتاب اللجوء في استباحة كل شيء في الأردن؟؟
إنهم شركاء في مؤامرة قذرة تمتد فصولها من الدفاع عن كاغان إلى تبنى طروحات بيريز وشارون وليس انتهاء برفع العقيرة للمطالبة بحقوق منقوصة .
الأردن – وهذا ليس شعرا – تعايش مع فصول مؤامرات كبرى في الماضي وخرج أكثر قوة لكنه يتعرض ألان لأخطر فصول هذه المؤامرة عبر السعي لتشليح الأردنيين كل شيء بدأ بالمدينة الطبية التي بناها الحسين رحمه الله وفاضت روحه الطاهرة فيها وليس انتهاء بكل المشاريع التي تتحدث عن بيوعات تثير الرعب في النفوس، فضلا عن بناء مدن متكاملة تتسع لملايين ليس معلوما أين هم الآن.
على أصدقاء كيغان و"معازيب" الحائزين على جائزة نوبل من يهود العالم ان يعلموا بان الأردني ليس له وطن ثان "يلجأ" إليه.
نكرر ما قاله أمس أبو الحسين: ان الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين وان وطننا وجد ليبقى ولو كره المغرضون.