عمون - كتب المهندس سميح جبرين على صفحته الملاحظة التالية :

أعتدت من فترة إلى أخرى شراء حلويات من هذا المطعم الشعبي الشهير ،وأثناء إنتظاري تجهيز طلبيتي بعد أن دفعت ثمنها مسبقاً ،دخلت سيدة بسيطة إلى المطعم وطلبت من المحاسب نصف وقية كنافه ،فرفض المحاسب طلبها وقال لها نحن لا نبيع أقل من وقية ،فردت عليه السيدة بأنها لا تملك سوى ثمن نصف وقيه ،فاعتذر منها المحاسب دون أن يبدي أي شعور بالتعاطف معها ،وعندما همّيت بالتدخّل سبقني أحد الزبائن وقال للمحاسب ،أعطي السيدة ما تريد وأنا سأتكفل بالدفع عنها ،ولكن السيدة رفضت وأصرّت أن من حقها شراء نصف وقية ،ولكن المحاسب وبوجهه البارد كالرخام الأبيض عاود ورفض طلبها ،مما دفع السيدة للخروج من المطعم وهي مكسورة الخاطر ،وبعد أن خرجت من الباب لمحتها تقبض على يد طفل مما جعل الصورة واضحة أمامي ،فهي كانت تريد هذه الكمية القليلة للطفل الذي كان ينتظرها خارج المحل .

وأمام هذا الموقف طلبت من العامل الذي كان يعدّ طلبيتي أن يعيد لي "الفيش" وتوجهت للمحاسب وأعدت له "الفيش" وطلبت استرجاع نقودي وقلت للمحاسب ،مطعمكم هذا الذي يبيع يوميا بعشرات الآلاف من الدنانير هل كان سيكسر لو قدم صحن كنافة ضيافة لهذه السيدة المسكينة ،فردّ المحاسب بأن هذه تعليمات الإدارة ،فقلت له تباً لهذه التعليمات الخشبية التي لا تراعي مشاعر وحاجات الناس ،وعليك أن تبلّغ إدارتك بأن المركب الذي ليس به شيء لله حتماً سيغرق .