سيجد الرئيس التركي اردوغان نفسه معزولاً بقرار الجامعة العربية الاجماعي بالوقوف الى جانب العراق والدعوة الى انسحاب كل القوات التركية من العراق!
فقد فشل الرجل في الحفاظ على صداقة أي بلد عربي بما في ذلك قطر, وفشل في دفاعه عن السنّة في مواجهة المد الايراني - الشيعي. وفشل في أن يكون حليفاً مقبولاً للولايات المتحدة, رغم انصياعه لطلب الرئيس اوباما.. والانسحاب من مركز تدريب الباشمركة شمال شرق الموصل!
لم يجد الرئيس اردوغان من يتحفظ - مجرد التحفظ - على قرار مجلس الجامعة العربية. لا حباً بالنظام العراقي - ولا نظن أن أحداً يطيقه - ولكن هي الرابط القومي الذي لم يفهمه اردوغان, ولا يفهمه ملاّت طهران وغيرهم من الذين يتعاملون مع الواقع العربي تعاملهم مع طوائف ومذاهب وعنصريات متقاتلة!
.. هناك عرب رغم قشرة داعش, وحزب الدعوة, وعصبيات الجيوب الباحثة عن كيان تتعيش بالولاء له. وما قصة التركمان التي ابتدعها اردوغان ليواجه بها الاندفاعه الروسية في شمال غرب سوريا, سوى حالة متخلفة لفهم استراتيجيات العمل السياسي في منطقة تعيش كارثة الانقسام الطائفي والمذهبي والعرقي, لكنها غير مقتنعة بأن هذا الانقسام هو قدرها, وهو الحالة المستقرة لشعوبها!
لم يكن اردوغان مقنعاً عندما اعلن الحرب على داعش بعد سنوات من علاقات مشبوهة, مثيرة للشكوك, فقد ذهبت قنابله ودباباته الى اكراد الشمال السوري.. على اعتبارهم جزءاً من حزب العمال الكردستاني التركي.. وهو الذي فشل في التفاهم معه رغم الهدنة الطويلة التي اعلنها زعيمه السجين. وحتى الان يتملص اردوغان من الصدام بداعش: تارة باسم تدريب الباشمركة وتارة بالتحرش بأكراد سوريا. وفي كل الاحوال فاردوغان يتاجر بالشتاء السوري لأخذ المليارات ليمنع ملايينهم من الوصول الى اوروبا, ويبتز عضوية تركيا في اسرة اوروبية لا يمكن أن تقبله لأكثر من ألف سبب!
لقد شنّ اردوغان حرباً كلامية على مصر دفاعاً عن الاخوان المسلمين, وهم في النهاية مصريون.. وكان من الطبيعي أن يكون رد مصر رداً عربياً.. ظهر جلياً قوياً في اجتماع الجامعة العربية مؤخراً, وسيظهر اكثر مع الوقت. فدول الجزيرة العربية هي مع مصر وليست مع تركيا. وحتى حين يجد اردوغان موطئ قدم في دولة قطر, فإن موطئ القدم هذا قد يبقى حبراً على ورق.. فماذا يمكن ان تقدم قاعدة تركية في قطر.. الى جانب قاعدة العديد الاميركية الاكبر خارج الولايات المتحدة؟
تركيا بعدم رصانة سياساتها عزلت نفسها في المنطقة!
الرأي