في الصور التي تتناقلتها بعض الفضائيات ، بدا الجنود الاسرائيليون يمارسون طقوس عبادتهم ، ويقرأون نصوصا من (توراتهم) ، .. لا ادري بالطبع اذا ما كانت هذه النصوص (تحرضهم) على قتال الاطفال والنساء والمدنيين في فلسطين ام انها تساعدهم على تجنب (الرعب) والخوف لمواجهة “ الانتفاضة” بالسكاكين، لكن سبقت ذلك فتوى اصدرها بعض الحاخامات تبيح للجنود قتل المدنيين ، مهما كانوا ، انطلاقا من النصوص التوراتية التي يؤمنون بها.
في الاسلام ، لا يوجد اي نص ديني ، سواء في القرآن الكريم او السنة النبوية الشريفة او في الممارسات المعتبرة للمسلمين ، يدعو الى قتل الابرياء وغير المحاربين ، على العكس من ذلك تماما ، نجد عشرات الادلة والنماذج التي تحض على (اخلاقيات) القتال ، وتحييد المسالمين كلهم ، والمخلوقات ايضا ، عن عمليات (الحرب).. واختصارها - فقط - في (المحاربين).
في التوراة التي استندت اليها فتوى (الحاخامات) نجد دعوات ونصوصا واضحة تحض الجنود على (ابادة) كل من يجدونه في طريقهم ، اثناء الحرب وبعدها. جاء في الاصحاح العشرين من سفر (تثنية الاشتراع) تحت عنوان (شرائع حصار و فتح المدن البعيدة): (وحين تتقدمون لمحاربة مدينة فادعوها للصلح اولا ، فان اجابتكم الى الصلح ، واستسلمت لكم ، فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيدا لكم. وان ابت الصلح وحاربتكم فحاصروها ، فاذا اسقطها الرب إلهكم في ايديكم ، فاقتلوا جميع ذكورها بحد السيف. واما النساء والاطفال والبهائم ، وكل ما في المدينة من اسلاب ،( فاغتنموها لانفسكم ، وتمتعوا بغنائم اعدائكم التي وهبها الرب إلهكم لكم ). اما شعوب المنطقة التي يطلق عليها ارض الميعاد ، فتقول التوراة بشأنها: (اما مدن الشعوب التي يهبها الرب إلهكم لكم ميراثا فلا تستبقوا فيها نسمة حية ، بل دمروها عن بكرة ابيها ، كمدن الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين ، كما امركم الرب إلهكم ، لكي لا يعلموكم رجاستهم التي يمارسونها في عبادة آلهتهم ، فتغووا وراءهم وتخطئوا الى الرب الهكم). كيف يمكن لإله رحيم أن يأمر باهلاك كل المراكز الآهلة بالسكان؟ يتساءل شراح التوراة ، ويجيبون: لقد فعل ذلك لحماية بني اسرائيل من عبادة الاوثان التي كانت لا بد ستجلب الخراب عليهم،، فكرة (ابادة الشعوب) - اذن - فكرة توراتية بامتياز ، وخيار (السيف) ضد الادميين كلهم ، باستثناء اليهود ، هو الخيار الوحيد الذي تطرحه التوراة للتعامل مع الاعداء رجالا كانوا او اطفالا.. او حتى بهائم. اما الشاهد والدليل الحي - وما اكثرهما - فلا نعدم ان نجدهما في فلسطين ، كما نجدها - تماما - في كل تصريح او حديث تنطق به اصوات (اليمين) الذين يرون قتل (اطفال فلسطين) عملا اخلاقيا لا يمكن مقارنته اطلاقا بقتل المدنيين (اليهود).. او ان ابادة هذه الامة التي يتهمونها بالارهاب في صميم واجبهم (الديني) والانساني.. كما امرهم (الرب) - حاشا لله - بذلك.. وكما جاء في شريعة (توراتهم) وفي تلمودهم الذي لم يسمح لاحد ان يترجمه الى لغتنا حتى الآن. -عن الدستور