ليس المناهضون لتحالف الممانعة والمقاومة, وأيَّ ممانعة ومقاومة؟! بل أنها منظمة هيومن رايتس ووتش Human Rights Watch العالمية لم تعد تحتمل الجرائم التي دأبت على ارتكابها القوات الروسية الغازية بحق الشعب السوري وآخرها ما حدث في إحدى ضواحي دمشق حيث دمَّرت طائرات الـ «سوخوي» أحياءً بكاملها ومزقت بصواريخها وقذائفها أجساد الأطفال والنساء بحجة ظالمة وكاذبة هي أنهم «إرهابيون» وكل هذا وتنظيم «داعش» الإرهابي يسرح ويمرح ولم يتعرض منذ احتلال القوات الروسية لسوريا إلَّا لبعض الغارات الوهمية التي لم توقع ربما ولا إصابة واحدة.
والغريب أن كل هذا يحدث وكل هذه الفضائع ترتكب من قبل قوات محتلة وغازية في دولة عربية وضد أطفال ونساء شعب عربي ولا تخرج في هذا الوطن, الذي طالما تغنينا سابقاً ولاحقاً وحتى الآن بامتداده من: «المحيط الهادر إلى الخليج الثائر» ولا مظاهرة احتجاجية واحدة ولم يُصْدَرْ ولو بياناً خجولاً لا «تقدميّاً ولا رجعياً» واحداً ولم يعتصم قادة حزبٍ واحد أمام إحدى السفارات الروسية في: «بلاد العرب أوطاني» !!
لماذا كل هذا السكوت المخزي على الجرائم التي ترتكبها ويومياً وفي كل لحظة وعلى مدى أكثر من شهرين قاصفات الـ «سوخوي» الروسية التي هناك إثباتات وأدلة على أنها لم تتورع عن استخدام القنابل العنقودية المحرمة دولياً حتى في القتال بين الجيوش.. فكيف والروس يستخدمونها لتمزيق أجساد أطفال شعبنا الشعب السوري ونسائهم وهدم بيوتهم.. هل هناك إذْلال أكثر من هذا الإذلال.. ؟!أليس هذا انتقاماً لا علاقة له بمواجهة المعارضة السورية (المعتدلة) وبالطبع ولا باستهداف «داعش» عندما يقول الرئيس فلاديمير بوتين: «إننا سنبقى نقاتل ما دام أن الجيش السوري, أي جيش بشار الأسد, يقاتل والمعروف أن هذا الجيش, الذي تحول من قوات نظامية إلى شراذم «ميليشيات» مذهبية تقتل وتذبح على الهوية الطائفية مثلها مثل فيلق الولي الفقيه وحراس الثورة وجيش حسن نصر الله, لم يستهدف ولم يقاتل خلال الأعوام الخمسة الماضية إلا الشعب السوري مما يعني أن القوات الروسية الغازية والمحتلة لم تقاتل وهي لن تقاتل إلا الشعب السوري الذي يواجه القنابل العنقودية والبراميل المتفجرة بأجساد أطفاله.كل مشاريع الحلول المقترحة, من (جنيف1) إلى (جنيف2) ومن (فيَّنا1) إلى (فيَّنا2) إلى (نيويورك1) إلى قرارات مجلس الأمن الدولي الأخير, وضعها بوتين في سلة المهملات..
وإلَّا ما معنى أن يعلن بينما الذين حضروا مؤتمر نيويورك وحضروا اجتماع مجلس الأمن لم يعودوا إلى بلدانهم بعد: «أن موسكو ستبقى مع بقاء الأسد حتى الانتخابات الرئاسية (السورية) الجديدة.. إن الأسد هو من يقرر ما إذا كان سيرشح نفسه مرة أخرى أم لا؟!رحم الله الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب إذ قال ذات يومٍ بعيد.. عندما أسودَّت الدنيا في وجههِ :أكاد أومن من شكٍّ ومن عجبٍ هذه الملايين ليست أمة العرب هذه الملايين لم يدر الزمان بها ولا بذي قار شُدَّتْ راية الغلب ولا السفين اشتعالاً في المحيط ولا جواد عقبة فيه جامح الخببأ أُمتي يا شموخ الرأس متلعة من غلَّ رأسك في الأقدام والركبأأنت أنت أم الأرحام قاحلة وبدَّلْت عن أبي ذرٍّ أبا لهب
عن الرأي