دمشق تبدي استعداها للمشاركة في محادثات سلام مع المعارضة الشهر المقبل
24-12-2015 06:38 PM
عمون - اعلن النظام السوري الخميس على لسان وزير خارجيته وليد المعلم عن استعداده للمشاركة في محادثات مع المعارضة ستعقد في جنيف الشهر المقبل، لافتا في الوقت ذاته الى انه ينتظر ان يرى لائحة اعضاء الوفد الذي سيفاوضه.
ميدانيا، تقدم تنظيم الدولة في مدينة دير الزور في شرق البلاد اثر معارك اسفرت عن مقتل 26 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له.
وخلال زيارة رسمية الى الصين الخميس، قال المعلم ان دمشق "مستعدة للمشاركة في الحوار السوري - السوري في جنيف دون أي تدخل خارجي".
وفي 19 كانون الاول/ديسمبر تبنى مجلس الامن الدولي بالاجماع للمرة الاولى منذ بدء النزاع السوري قبل حوالى خمس سنوات، قرارا يحدد خارطة طريق لحل سياسي للحرب التي تمزق البلاد تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة في شهر كانون الثاني/يناير.
-بانتظار وفد المعارضة-
صدر قرار مجلس الامن بعد حوالى شهرين من جهود دبلوماسية اطلقها ممثلون عن 17 دولة في فيينا، بينها الولايات المتحدة وروسيا وايران.
واوضح المعلم في ختام لقائه بنظيره الصيني وانغ يي "وفدنا سيكون جاهزا ما ان نتلقى لائحة وفد المعارضة. نأمل ان يساعدنا هذا الحوار في تشكيل حكومة وحدة وطنية".
ويصنف النظام السوري كافة الفصائل المسلحة التي تقاتله بـ"الارهابية". وكلفت مجموعة الـ17 حول سوريا، الاردن بوضع لائحة بالتنظيمات الارهابية، واعلنت عمان يوم الجمعة الماضي ان هناك توافقا تاما على ان تضم تنظيم الدولة وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).
وللمرة الاولى منذ بدء النزاع السوري شاركت فصائل مسلحة في مؤتمر للمعارضة السورية عقد في الرياض في التاسع والعاشر من كانون الاول/ديسمبر وانتهى بتأسيس هيئة عليا للتفاوض مع النظام السوري.
وينص قرار مجلس الامن الى جانب المفاوضات بين المعارضة والنظام ووقف لاطلاق النار، على تشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات في غضون 18 شهرا، من دون ان يأتي على ذكر مصير الرئيس السوري بشار الاسد، وهي النقطة التي لا تزال محور خلاف بين واشنطن وموسكو بشكل رئيسي.
واكد المعلم "لانه قرار لمجلس الامن، من واجب الدول كافة تنفيذه ونحن مستعدون لتنفيذه طالما يتم احترام حق الشعب السوري في تقرير مستقبله".
واضاف ان حكومة الوحدة الوطنية "ستشكل لجنة دستورية لبلورة دستور وقانون انتخابي جديدين بحيث يمكن تنظيم الانتخابات التشريعية في مهلة 18 شهرا".
ويستثني وقف اطلاق النار، وفق قرار مجلس الامن، "الاعمال الهجومية او الدفاعية" ضد التنظيمات الارهابية، لا سيما تنظيم "الدولة" الذي يخوض معارك على جبهات عدة في البلاد، يتقدم في احداها ويتراجع في اخرى.
-الجهاديون في مدينة دير الزور-
سيطر تنظيم الدولة الاربعاء على حي الصناعة في مدينة دير الزور في شرق سوريا بعد تنفيذه ثلاث هجمات انتحارية وخوضه اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام اسفرت عن مقتل 26 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها و12 جهاديا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويسعى تنظيم الدولة منذ اكثر من عام للسيطرة على كامل محافظة دير الزور حيث لا يزال المطار العسكري واجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة، تحت سيطرة قوات النظام.
ويسيطر تنظيم الدولة منذ العام 2013 على الجزء الاكبر من محافظة دير الزور وعلى حقول النفط الرئيسية فيها والتي تعد الاعلى انتاجا في سوريا.
وفي حال تمكن جهاديو التنظيم المتطرف من السيطرة على مدينة دير الزور، فستكون ثاني مركز محافظة يستولي عليه التنظيم في سوريا بعد الرقة (شمال)، معقله في سوريا.
وعلى جبهة اخرى، حققت قوات سوريا الديموقراطية، وهي عبارة عن تحالف من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، الخميس تقدما في ريف كوباني (عين العرب) الجنوبي في محافظة حلب (شمال) غداة اعلانها معركة تحرير تلك المنطقة من تنظيم الدولة.
وقال المتحدث باسم تلك القوات طلال سلو لوكالة فرانس برس "المعركة حاليا هي لتحرير جنوب مدينة صرين في ريف كوباني الجنوبي"، وصولا الى سد تشرين على الضفة الشرقية لنهر الفرات، والذي يولد الكهرباء لمنطقة واسعة في محافظة حلب.
واوضح سلو ان قوات سوريا الديموقراطية تقدمت ثمانية كيلومترات جنوبا لتصبح على بعد 12 كيلومترا من السد، مشيرا الى غطاء جوي يوفره الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن.
واستهدفت طائرات الائتلاف الدولي الاربعاء محيط مدينة منبج على الجهة الغربية من نهر الفرات، وفق بيان صدر الخميس.
يسيطر تنظيم الدولة على سد تشرين منذ ربيع العام 2014 بعد تمكنه من طرد الفصائل المقاتلة، وبينها حركة احرار الشام، كما على الضفة الغربية لنهر الفرات من جرابلس على الحدود السورية التركية الى الرقة، وفق ما قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس.
وهذه المعركة هي الثانية التي تخوضها قوات سوريا الديموقراطية ضد تنظيم الدولة منذ تأسيسها في 12 تشرين الاول/اكتوبر، اذ تمكنت الشهر الماضي من طرد الجهاديين من مناطق واسعة في ريف الحسكة الجنوبي في شمال غرب البلاد.(أ ف ب)