حديث العمق وعمق الحديث , جاء على لسان الفارس الهاشمي الذي نحب ونحترم , جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله , مهنئا بالعيدين , ذكرى مولد الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم , وميلاد الرسول عيسى عليه السلام , وهما مناسبتان عظيمتان تحظيان منا جميعا بالإجلال والإحترام.
هنا في المملكة الاردنية الهاشمية وعلى أرضها الطهور , يتجسد التعايش الحقيقي لا المزيف بين اتباع الديانات من شعبنا الكريم مسلمين ومسيحيين , وتتجلى وبصدق لا يدانى , روح المحبة والرحمة والتسامح بين الجميع , حيث الاردنيون جميعا في مركب واحد هو مركب الوطن الهاشمي يفتدونه , ومن أجله ودوام وحدته وإزدهاره يضحون ولا يترددون .
وهنا وعلى هذه الارض المباركة بإذن الله , يتجلى دور المسجد والكنيسة معا , في إدامة وهج التعاون لا التنافر , والتراحم لا التزاحم , في مشهد جليل عنوانه الإيمان بالله الواحد الأحد , والإلتزام بالتعاليم الإلهية الأعظم في إعمار الارض والسعي من أجل حياة حرة كريمة للإنسان , وإشاعة الخير لا الشر , ونبذ العنف والتطرف والغلو ومعاداة الحياة وإشقاء البشر.
يشكر جلالة الملك قائد الوطن وفارس الديرة كلها , وقد أخذ على نفسه وعاتقه مهمة الدفاع عن حرمة الدين والمقدسات , إلتزاما بالعهد الهاشمي الممتد إلى بيت النبوة الشريفه , والثناء والعرفان لجلالته , وهو الوفي لرسالة الآباء والأجداد الممتدة لرسالة جده الاعظم صلى الله عليه وسلم , تنشر الفضيلة بين الناس كافة ,بمعزل عن إختلاف الدين والعرق والفكر والمعتقد, حيث الانسان هو الانسان الجدير بالحرية والكرامة والعيش الآمن المستقر , فالتهاني أطيبها لجلالته , وللاسرة الهاشمية الموقرة , ولشعبنا الكريم كله.
نحتفل بالاعياد وبها نفرح ونصلي لله سبحانه , نسأله التوفيق والفلاح والرشاد ,وندعوا للوطن وقائد الوطن وشعبه الوفي , بالخير والمنعة في مواجهة الشر والاشرار أيا كانوا , فلا عذر لأحد منا أبدا في التردد عن صون الاردن ومنجزاته , والوقوف صفا واحدا وسدا منيعا في التصدي لكل محاولة شريرة قد تسعى بخبث للنيل منه لا قدر الله , وبالذات , في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أوطان وشعوب شقيقة نسأل الله لها الخلاص من أزماتها ومحنتها المريرة .
كل عام والاردنيون جميعا وجلالة القائد الرائد بألف خير , وكل عام وأمتنا العربية والإسلامية والإنسانية بأسرها بألف خير . هذا دعاء من الاردن المبارك الذي يبهر العالم وبحمد الله , بإستقراره وإنجازاته ورؤى ومواقف مليكه الشجاع , وعطاء شعبه المكافح الحر , والحمد لله رب العالمين .