فالنفرض جدلاً أنكَ إستشهدت
وأن روحكَ الطاهرة صعدت لبارئها
وطيفكَ يجوب الوطن
مع كُل صيحة الله أكبر
فكيف سأقنعُ الشمس بعدم التثائب !
وهي تنتظر مُحياك البهي
وكيف ستبقى الورود شامخةً بلا ذبول !
بإنتظار أن يمر " عطر الشهداء " عليها
لتصحوا من صدمة فقدان عبيرها
ومن سيصدحُ صوته في " مسجد عيّ " !
بعد أن أرتقيتَ يا إمام المسجد
ننتظرك كما ننظر أن يأتي المهدي لهذه الأرض
لينتشل منها كُل ما يعيثُ بها فساداً
ننتظركَ كيثرب التي تنتظرُ قدوم دينها الجديد
الذي سيغرسُ المحبة والسلام والتسامح
في كُل أرجائها
مع كُل إقامة صلاة في مسجد
أو ترنيمة في كنيسة
وندعو لك كما دعى نوح ربه
بأن تستوي سفينته على " الجودي "
ونبكيك كما بكى يوسف على خيانة إخوته له
معاذنا ، يا شهيدنا ، يا شهيد الوطن
كيف هي الجنة الأن هُناك في عليين ؟
صِف لنا حالها ؟
أخبرنا كيف قطوفها ومشاربها ؟
فأنت وجدت ما وعد الله للشهداء
ونحن ما زلنا ننتظر
وما بدلّنا تبديلا
معاذنا ،،،
عندما أشتاقكْ
أبكيك بيني وبين نفسي
وأضع عيني للجنوب ، جنوبنا يا مُعاذ
لأتجه للقِبله ، وأنوي للصلاة
يا جنوبي الهوى
ثُمَّ أقبّلُ الأرض عشقاً وفخراً
لعّل إثركَ قَد مرّ من هُنَا
أو أن رذاذ جسدك الطاهر في مكان سجودي
في القلب يا أخي الغالي
وعلى الدرب سائرون