فرقة "الطنبورة" .. قلب مصر النابض بالعروبة
اسعد العزوني
23-12-2015 12:59 PM
رغم الظلام الدامس الذي لفنا كعرب، منذ وفاة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، واختطاف المحروسة مصر، أمنا جميعا، فقد كان الأمل كبيرا أن لا تغرق مصرنا في هذا الظلام إلى الأبد، وكنا محقين في ذلك،لأن المحروسة مصر ليست ككل الأمصار والبلدان.
بالأمس حضرت إلينا مصرنا المحروسة التي نعرفها، مصر العربية، الشامخة رغم ما جرى فيها ولا يزال يجري، وكانت ممثلة في فرقة الطنبورة الفنية التي أسسها المناضل زكريا إبراهيم عام 1988 وبدأت تشعل شمعات نضالها في العام التالي.
شاركت فرقة الطنبورة في موسم فرقة الحنونة الفلسطينية السابع وكانت اولى أغانيها الثورية "يا صهيون .. فلسطين دي عربية مش عبرية... مالكمش دولة ولا يحزنون .. دولة إيه ياصهاينة يا دون؟".
هذا هو الخطاب العروبي المصري الثابت في امنا المحروسة مصر، حتى لو جرى اقتناص الحكم فيها بطريقة ملتوية، فإن هذا الحال لن يدوم، لأن مصر مباركة من الله، وسوف يحفظها الله ويحمي شعبها، لكن أمره سينفذ بسبب هرطقات البعض.
هذه الأغنية التي صدح بها أعضاء فرقة الطنبوري، عبارة عن مزج بين عدوان 1956 الثلاثي على السويس وضم رؤوس الأفاعي أمريكا وبريطانيا ومستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة، وبين المجزرة الإسرائيلية في مخيم جنين عام 2002، وهي رد بليغ من أهلنا في المحروسة بإذن الله مصر لاعتبارنا جميعا، وبشرى لنا أن المحروسة مصر عائدة علينا لا محالة وإن طال الوقت، لكنها ستعود إلى عرينها العربي وستكون هي عرين العرب، وستقود الصف كعادتها، وسنقدم نحن انفسنا إلى العالم بأننا ناصر كما كان سائدا في السابق.
فرقة الطنبورة أثبتت وطنيتها اولا ومن ثم تعمقت في انتمائها العروبي، وأحيت التراث الفني البحري المصري وبدأت تحيي لياليها الفنية في البر البحري وفي الصعيد وهي الفرقة الأولى في المحروسة مصر وفي العالم العربي.
أعضاء هذه الفرقة الثورية يمتازون بالبساطة في المظهر، لكنهم يمتلكون انتماء مصريا عروبيا لا مثيل له، رغم أننا جميعا نعيش في زمن السقوط، بفعل سياسات من اقتنصوا الحكم في البلاد العربية.
لقيت فرقة الطنبورة كل الاستحسان والتجاوب من الجمهور الأردني الذي حضر لمشاهدتها والإستمتاع بأدائها المميز، وكانت أغانيها عبارة عن معالجات سياسية للواقع العربي المعاش، بمعنى ان هذه الفرقة تحمل رسالة وتعمل على إيصالها للجمهور بطريقة سلسة جذابة، وتتركز رسالتها في هذا المقطع :" من 27 سنة بنعاند التيار ..وبنكمل المشوار"، كما ورد في أغنية البحرية المصرية .
ألهبت فرقة الطنبورة المصرية الثورية حماسة الجمهور إستحسانا للأداء وتقديرا لهوية الهوية، وتعبيرا صادقا صدوقا على حبنا جميعا لأمنا المحروسة مصر بإذن الله، إذ ما تزال للمحروسة في نفوسنا جميعا مكانة عظيمة بحجم مصر وبقدر حبنا لشعبها الطيب.
ركزت الأغاني التي قدمتها فرقة الطنبورة على صمود السويس وبطولات الفدائيين، وعلى جرائم الصهاينة ما أضفى جلالا وهيبة على الموقف، وإستذكر الجمهور وهو يشنف آذانه مع أداء الفرقة، سلسلة الجرائم الصهيونية التي إرتكبت ليس ضد الفلسطينيين فحسب، بل ضد المصريين واللبنانيين والعراقيين وغيرهم من الشعوب العربية التي كانت تتلقى الضربات الجوية الإسرائيلية على الدوام.
رسخت أغنية بيوت السويس التي أدتها الفرقة، التضحية في سبيل الوطن، وأضفت فرقة الطنبورة المصرية جوا طربيا ملتزما بإمتياز، وصدق د.موسى صالح رئيس فرقة الحنونة الفلسطينية عندما وصف أعضاء الطنبورة بأنهم " لم يلبسوا أقنعة الممثلين والفنانين، بل رأيت فلاحا من مصر وصيادا في جوف الليل،ونقلونا إلى أجواء الفرح مع الوطن".
ونظرا لطبيعة الطنبورة وأدائها وانتمائها، قدمت لهم فرقة الحنونة الفلسطينية شهادة تقدير نصت على :" إليكم أيها الأحرار تغرس الحنونة زيتونة في فلسطين بإسم الطنبورة، لتزهر في نيسان وتغرس جذورها في الوطن إلى ما بعد الوجود".
وقدمت الطنبورة آلة السمسمية التي لا يوجد مثلها في فلسطين سوى في غزة القريبة من مصر، إلى رئيس فرقة "ولعت "الفلسطينية القادمة من مدينة عكا الساحلية الفلسطينة خيري فودة، تعبيرا عن ائتلاف الفرق الفنية البحرية، وإيذانا بتسليم الراية الفنية البحرية ولأنه لا يوجد توثيق للفن البحري في فلسطين، وهي آلة العزف الفرعونية القديمة، .كما قدمت ذات الآلة إلى الموسيقار الكويتي الكبير د.حمد الهباد، الذي تسلم أيضا وتقديرا لجهوده في مجال توثيق الفن البحري العربي شهادة تقدير نصت على ان الحنونة ستزرع باسمه شجرة له في فلسطين.
وفي الختام أعلن رئيس فرقة الحنونة الفلسطينية د.موسى صالح عن تشكيل ائتلاف مدن بحرية عربية بدءا من الخليج إلى فلسطين مرورا بالعقبة في الأردن والإسكندرية في المحروسة مصر.