facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أحذية فضفاضة .. واقدام صغيرة


صبري الربيحات
22-12-2015 01:44 PM

في الثقافة العربية ينظر الناس للحذاء نظرة وضيعة ويتقصدون تشبيه من يودون اهانتهم بالحذاء ويشيرون في بعض الحالات الى ان احذيتهم اشرف واكرم ممن اثاروا غضبهم اواستحقوا سخطهم.. ويبالغون في التعبير عن غضبهم بنعت الشخص موضع الغضب بانه "كندرة ابن كندرة" او بعبارات على هذه الشاكلة تبعا للثقافة الفرعية التي ينتمي لها الفرد.

الحقيقة أن الاحذية لها مكانة ارفع في الثقافات الاخرى ويعاملها الناس باحترام اكثر وقد دخلت اللغة المستخدمة بدلالات لها معانٍ غير التي نستخدمها؛ ففي التسعينيات عندما حلت الوزيرة الامريكية مادلين اولبرايت محل سلفها الوزير وارن كريستوفر في موقع الخارجية قالت في الاحتفال الذي اقامته الوزارة لوداع الوزير المستقيل والوزيرة القادمة مخاطبة سلفها "إن حذاءك كبير واقدامي صغيرة" اي انك انجزت الكثير وقمت باعمال عظيمة قد يصعب عليَّ ان اقوم بمثلها.

في اماكن اخرى يعبر عن من يحلون في مواقع هامة بانهم يرتدون احذية عملاقة؛ ففي عام 1988 وعندما ترشح جورج بوش الاب للرئاسة موّل الديمقراطيون حملة دعائية ضده جاء في احدى ومضاتها "اليس من الغريب أن يرتدي جورج بوش كل هذه السنوات حذاء عملاقا ولا يترك اثرا" في اشارة الى انه كان نائبا للرئيس لثماني سنوات وعلى رأس المؤسسة الاستخبارية وسفيرا في الصين دون ان يعرف الناس الكثير عن شخصيته او يلمحوا حضوره.

في قرانا كان بعض الرجال يحترمون حذاءهم كثيرا فهم لا يلبسونه إلا عندما يقابلون اشخاصا مهمين فقد روي ان بعض رجالات بلدتنا المحترمين كانوا يسيرون حفاة حاملين احذيتهم لكي لا تتآكل ولا يلبسونها الا اذا وصلوا المدينة ليعاودوا خلعها عند عودتهم الامر الذي يوضح ان الاحذية اضافات ادخلها الانسان الى حياته فلم تكن موجودة ففي البدايات الاولى كان الانسان حافيا وعاريا..

من غير المعروف بدايةً استخدام الانسان للحذاء لكنه قطعا بعد دخوله لمرحلة الصيد التي وفرت الجلود حيث اهتدى الى تكييفها كلباس يقيه برد الشتاء ويحميه حرارة الصيف ويغطي عوراته وقد ابتدع الحذاء لحماية الاقدام وتمكينه من المشي والجري وطور لاحقا تصاميمها لتناسب ذوقه المتجدد فاكسبها اشكالا والوانا وانواعا لمعظمها نعل يحمي اسفل القدم وغطاء جلدي يخفي جزءها العلوي وكعب من الخشب او المواد الاقل مرونة لارتكاز الكعب والحفاظ على توازن الساقين.

تلازم الاحذية اصحابها في كل الاوقات ولا يجري خلعها الا عندما يخلد صاحبها الى الراحة او النوم.. في الثقافات الشرقية كما في المساجد من غير المقبول ان تدخل البيوت ودور العبادة وانت ترتدي الحذاء لذا فعلى الجميع ان يخلع الحذاء قبل الدخول الى المجالس والبيوت والمعابد والمساجد.

في كل الحالات التي يغادر فيها الافراد فراشهم يرتدون احذية ويصعب ان تجد احدا يغادر بيته او مكان نومه بلا حذاء... فالحذاء يساعد الاقدام على ان تسير على مختلف السطوح دون تعرضها للاذى.

في المجتمعات الحضرية ابتدعت الجوارب ليتم ارتداؤها كعازل بين القدمين وجسم الحذاء ولتمتص العرق وتوفر الدفء للاقدام في اوقات البرد...

للخيل احذية نصف مستديرة تثبت بمسامير يجري غرزها في حافر الحصان او الفرس او اي من الحيوانات التي لها حوافر "الحمير والبغال"..

مشكلة الانسان والحيوان ان الحذاء قد يكون اكبر او اصغر من القدم او الحافر... عندها تختل المشية وقد يتعثر الكائن بسبب الحذاء وتصبح المشية ملفتة ومثيرة لكل من يشهدها....

لا حل لمثل هذه الاوضاع الا بان يكون الحذاء على قياس القدم او القدم مناسبا للحذاء.. مع امنيات السلامة للجميع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :