فتح الله كولن يدعو لمواجهة الإرهاب بأساليب عاقلة
21-12-2015 12:37 PM
عمون - اعتبر المفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن، أن إدانة المسلمين للعمليات الإرهابية "ليست كافية"، مشددًا في مقال كتبه لصحيفة "لوموند" الفرنسية، على ضرورة مجابهة أعمال الإرهابيين الذين يجندون الشباب في المجتمعات الإسلامية بحنكة وحصافة، عبر تحالف يضم مؤسسات حكومية وقادة دينيين ومنظمات غير رسمية أيضا.
وذكر كولن في مقاله أن الإرهاب لا دين له على الإطلاق، محذرًا من أن الأعمال الإرهابية التي ترتكب باسم الإسلام تعرّض المسلمين لعمليات شيطنة وإقصاء في العالم، كما تعمّق التصورات المغلوطة عن الدين الإسلامي.
ولفت كولن إلى ضرورة النظر إلى ضحايا العمليات الإرهابية الدامية التي نفذتها عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي في كل من فرنسا ولبنان والعراق على أنهم أرواح بشرية، بغض النظر عن هوياتهم العرقية والدينية.
وقدّمت صحيفة “لوموند” كولن لقرائها بصفته "رجلًا يهتم بالعلم ويؤيد الديمقراطية ويدافع عن الحوار بين منتسبي الأديان".
وتطرق كولن إلى الأيديولوجيات المنحرفة في فكر الجماعات الإرهابية بقوله: "مبادرة هذه المجموعات إلى تنفيذ عمليات إرهابية ومن ثم إخفاء أيديولوجياتهم المنحرفة تحت ستار الدين تؤلمني بشدة، كما تؤلم ملياراً ونصف المليار مسلم».
ولفت إلى ضرورة تجنب التمييز بين ضحايا الإرهاب على أساس أديانهم أو أعراقهم أو أفكارهم قائلًا: «إن إنسانيتنا أهم بكثير من هويتنا العرقية أو القومية أو الدينية، ذلك أن المتضرر الرئيس من هذه الأعمال الوحشية هو الشخصية المعنوية للبشرية"
وذكر كولن: «يتعيّن علينا أن نؤسس البنى التحتية التي من شأنها أن تسهم في الكشف المبكر عن الشباب الخاوية أرواحهم والهائمين على وجوههم ولا يجدون ضالتهم في مجتمعنا الإسلامي والحيلولة دون انزوائهم في الطرقات المحفوفة بالمخاطر، ونضطلع بمهمة الخدمة الاستشارية والخدمات الأخرى للأسر من أجل دعمها في هذا الصدد».