كتبت سابقا عن وجوب تشكيل تحالف عربي نشط بقيادة سعودية ، في فترة كان فيها لمز وهمز من قبل البعض تشكك بنوايا السعودية اتجاه الاردن ، من حيث الاولويات العربية بخصوص التحديات التي تواجهها وعلى رأسها الارهاب والأنظمة القمعية ووجوب التخلص منها وتحرير شعوبها من الظلم الذي يقع عليها.
وجاء التحالف الاسلامي بقيادة سعودية اوسع مما توقعت ، يضم معظم الدول العربية ومنها الاردن فأنت هذه الخطوة التي ننتظرها منذ وقت بعيد في تصحيح المسار العربي والإسلامي في مواجهة التحديات التي ليست تواجه تلك الدول فحسب ؛ انما تواجه الاسلام الحنيف كدين تطرف وقتل وأزمات .
ان ديننا الاسلامي الحنيف ، دين وسطية واعتدال وتسامح ، ولكن للأسف وفي هذا الوقت بالذات فان ذلك كله لا يكفي لإيضاح تلك الصورة للعالم اجمع ، فكان لابد من قوة اسلامية تتمثل بهذا التحالف لتكون الصوت الذي يصدح والآلة التي تضرب دفاعا عن الاسلام والمبادئ النزيهة التي يمثلها ، وخصوصا ان هناك الكثير في هذا الوقت ممن لا يستمعون لصوت العقل والمنطق والحوار.
اما من يتكلم عن هذا التحالف بأنه واقع نظري فقط ، لا يمكن تطبيقه على الارض ، معللين ذلك بالأولويات المتفاوتة لتلك الدول المتحالفة فيه ، واختلافها في التوجهات والأهداف التي يسعى اليها هذا التحالف ، فدعونا نتفق على نجاح الخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح والمتمثلة في تشكيله ، وان تكون مجمل التخوفات والعقبات والتحديات التي تواجهه مدار بحث ونقاش للوصول الى آلية واقعية مشتركة تكون الدافعة والمحركة لهذا التحالف على الارض ، آخذين بعين الاعتبار الظروف الخاصة لكل دولة فيه ، وكذلك الظروف المحيطة وغير المألوفة التي يشهدها العالم بأسره .
فالنظر الى تحالف الاطلسي وغيره من التحالفات على مستوى العالم ، يجعل من الامر ليس مستحيلا في تشكيل هذا التحالف الاسلامي الذي نتمنى ان يكون تحالفا قويا ، متماسكا ، صامدا لتحقيق غاياته وأهدافه.
اما ان نبقى ننظر على اننا واقع ضعيف ، متهالك مفتت فهذا يجب ان يكون من الماضي وخصوصا اننا نمتلك من الطاقات والإمكانيات التي من شأنها تذليل كافة العقبات التي تقف في وجه هذا التحالف ، لا سيما وجود الارادة السياسة القوية في هذا الاتجاه .
دعوننا ننتظر فالأيام القادمة تحمل معها الكثير من الاحداث ، ولكننا قطعا لن نكون في الاتجاه المشكك لكل محاولة أو قوى تسعى الى تقدمنا ونهضتنا واثبات وجودنا .