وزارة الخارجية و مكتب إعلامي لا يعلم ..
فايز الفايز
18-06-2008 03:00 AM
كلام سقيم ، وتبرير عقيم ، ما قامت به مشكورة وزارة الخارجية ممثلة بالمكتب الإعلامي " الأردني " في السفارة الأردنية بواشنطن الذي لم نسمع منه طيلة سنين أي خبر يفرح أو تغطية إعلامية او تسويق لأي أفكار أردنية في المجتمع الإعلامي الأمريكي ، في خبرها عن عدم صحة ما نسب للسياسي الأمريكي المستشار بوب كيغان بناء على \" استيضاح \" من المكتب الإعلامي في واشنطن ، على الرغم من رد رسمي من وزارة الخارجية الامريكية وجهته الى \" عمون \" التي انفردت بفضح ما صرح به كيغن وفكر به ما كين ، في الوقت الذي غرق الآخرون من ذوي الياقات الأردنية العالية في لذة نومهم وقلة درايتهم ، وغياب علمهم .
نسأل هنا : لماذا تراكض المكتب الإعلامي للخارجية لكي يسأل بوب كيغان عن صحة ما قاله .. هل هو تبرير من الخارجية الأردنية عما قاله او ما يفكر به المرشح للرئاسة الأمريكية جون ماكين .
ثم لماذا لا تجيبنا وزارة الخارجية الكريمة اين هي عندما صرح ماكين نفسه بهذا الكلام هنا في عمّان وتحديدا في جبل القلعة في شهر آذار الماضي .. هل هناك تبرير ، ام سيصدر المكتب الإعلامي لسفارة المملكة الأردنية الهاشمية في عاصمة ماكين تبريرات أخرى ، هدفها التقليل من شأن التصريحات .
أم ان المكتب الإعلامي الواشنطني استيقظ القائمين عليه بعد سباتهم الطويل وهم يأخذون رواتبهم ويتمتعون بالرفاهية والمزايا على حسابنا نحن الأردنيين الدافعين للضرائب غير المتنعمين بأي خدمة سياحية .
هل استيقظ أم ايقظته الخارجية النائمة على رصيف طريق المطار لتسأله كيف تمر هذه التصريحات دون ان تعلموا عنها ، بعدما فضحتهم \" عمون نيوز \" وكتائب الديبلوماسيين الاردنيين تنام في اصقاع العالم لاهية لاعبة .
قالها كيغان أم لم يقلها ، فكر فيها ماكين أم لن يفكر فيها ، تلك ليست المسألة ، كل ما هنالك إن الأردن الذي بدأ منذ فجر التاريخ دولة وشعب ، سيبقى اليوم دولة وشعب أردني ، لن يساوم على وجوده ، مهما كانت الحلول ضيقة الأفق على الطاولة الامريكية ، ولم يكن ولن يكون في يوم من الايام إلا ظهيرا للشعب العربي الفلسطيني غرب النهر ، ومنافحا وسندا له حتى أخر ذرة من تراب الوطن الفلسطيني على أرضه العربية وعاصمتها القدس ، طال الزمان أو قصر .
هذه مناكفات لا تخدم المصلحة الوطنية ، وماكين ليس سوى إرث تافه للخليفة الأمريكي جورج بوش الذي يتزعم حزب ارتوى من دماء أبرياء العالم وغمس زعامته بدم الشعب الأمريكي المسكين ، الذي ظن فعلا إن الفراشة تستطيع ان تقتل الذئب ، بعدما صورتها الإدارة المتصهينة بأنها إمبراطورية الإرهاب العربي المسلم .
نطالب اليوم بتقييم لوضع سفاراتنا في ما يسمى \"بدول أ\" وهي عواصم الدول الباهظة التكاليف ، مرتفعة الرواتب ، وكذا الحال مع ما يسمى بالمكاتب الإعلامية فيها والتي لا تعلم شيئا من العلم .
ونسأل معالي وزير الخارجية عن مبلغ 50 الف دينار صرفت كسلفة الى إحدى السفارات الاردنية في أوروبا لتغطية تكاليف الاحتفال الذي كانت السفارة ستقيمه بمناسبة عيد الاستقلال ثم لم نسمع انه أقيم .
هل نكثر من الأسئلة ، أم نأسى على فئة جعلت من نفسها بوقا يدافع عن سياسة الإدارة الأمريكية البغيضة والتي تحاول فاشلة إجهاض المشروع الأردني في خلق حالة من التوازن والوسطية السياسية في الشرق الأوسط والذي جابه التطرف والعنصرية للسياسة الإسرائيلية
.
حتى هنا .. أختم بسؤال متواضع .. كيف أستطيع ان أفرّق بين الأردني صاحب الأردن العربي ، وبين الأردني المتأردن صاحب العدو القريب والغريب ؟
Royal430@hotmail.com